اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 166
منه ، كأن يسأل الكوفى عن الابتداء : لم كان عمله الرفع دون غيره؟ فإنه لا
يرى أنه عامل البتة [١].
وألا ينتقل من
سؤال إلى سؤال ، فإن انتقل عد منقطعا [٢]
والمسئول به :
أدوات الاستفهام المعروفة [٣] ، وليكن [السؤل] مفهوما غير مبهم ، كأن يقول : ما تقول
فى اشتقاق الاسم؟
فإن كان مبهما
غير مفهوم لم يستحق الجواب ، كأن يقول : ما تقول فى الاسم؟
[١] إنما لم يسمع من
الكوفى مثل هذا السؤال لأنه حين يقول : لم كان عمله الرفع؟ كأنه سلم بأن الابتداء
عامل ، وهو لا يقول إنه عامل البتة ، فلما سأل عن تفصيل ما ينكر جملته لم يسمع منه
، وانظر الإعراب ص ٣٨.
[٢] قيل : إن انتقل
من سؤال إلى سؤال لا يعد منقطعا بحال ، بدليل انتقال إبراهيم الخليل عليه السّلام
حين قال لنمرود : (فَإِنَّ
اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ)
بعد قوله : (رَبِّيَ
الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ)
الآية ٢٥٨ من سورة البقرة ، فهذا انتقال.
وأجيب عن ذلك بجواز الانتقال للأنبياء ،
لأنهم أمروا بالدعوة بأقرب الطرق وأيسرها ، قال صلّى الله عليه وسلّم : «إنا أمرنا
معاشر الأنبياء أن نخاطب الناس على قدر عقولهم» فالخليل عليه السّلام قد رأى أن
قوله «فإن الله يأتى بالشمس» الخ أقرب لقطع حجاجه ، ودفع لحاجه.
وليست محاجة أهل الجدل على هذا المنهاج
فلا يحمل عليه ، وانظر ص ٣٨ ـ ٣٩ من الإغراب.