اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 120
وحالا ، وذلك النكرة بعد معرفة هى فى المعنى [١] هى ، نحو مررت بزيد رجل صالح ، ورجلا صالحا ، فإن علته
: لجواز ما جاز لا لوجوبه ، انتهى.
فظهر بهذا
الفرق بين العلة والسبب ، وأن ما كان موجبا يسمى : علة ، وما كان مجوّزا يسمى :
سببا.
وقال فى موضع
آخر : اعلم أن محصول مذهب أصحابنا ، ومنصرف أقوالهم مبنى على جواز تخصيص العلل ،
فإنها وإن تقدمت علل الفقه ، فأكثرها يجرى مجرى التخفيف والفرق ، فلو تكلّف متكلّف
نقضها لكان ذلك ممكنا ، وإن كان على غير قياس مستثقلا ، كما لو تكلف [٢] تصحيح فاء ميزان وميعاد ، ونصب الفاعل ، ورفع المفعول ،
وليست كذلك علل المتكلمين ، لأنها لا قدرة على غيرها [٣] ، فإذن علل النحويين متأخرة عن علل المتكلمين ، متقدمة
علل المتفقهين.
[١] عبارة ابن جنى فى
الخصائص أوضح مما ذكر هنا حيث قال : «ومن علل الجواز أن تقع النكرة بعد المعرفة
التى يتم الكلام بها ، وتلك النكرة هى المعرفة فى المعنى ، فتكون حينئذ مخيرا فى
جعلك تلك النكرة ـ إن شئت ـ حالا ، وـ إن شئت ـ بدلا ، فتقول : «مررت بزيد رجل
صالح» على البدل ، وإن شئت قلت : «مررت بزيد رجلا صالحا» على الحال ، أفلا ترى كيف
كان وقوع النكرة عقيب المعرفة على هذا الوصف علة لجواز كل واحد من الأمرين لا علة
لوجوبه» ، انظر ج ١ ص ١٦٥.
[٢] انظر الخصائص ج ١
ص ١٤٤ ، وعبارة ابن جنى «وإن كان على غير قياس ومستثقلا كما لو تكلفت» الخ.
[٣] أكمل ابن جنى
استدلاله بقوله : «ألا ترى أن اجتماع السواد والبياض فى محل واحد ممتنع لا مستكره
، وكون الجسم متحركا ساكنا فى حال واحد فاسد
اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 120