اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 105
حملا على حذف الحركات له وهى زوائد ، وحمل الاسم على الفعل فى منع الصرف ،
وعلى الحرف فى البناء ، وهو أصل عليهما [١] ، وحمل ليس وعسى فى عدم التصرف على ما ولعل ، كما حملت
ما على ليس فى العمل [٢] ، انتهى.
وفى «التذكرة»
لأبى حيان ذكر بعضهم : أنه إنما اشترط اتحاد الزمان فى عطف الفعل على الفعل ، لأن
العطف نظير التثنية ، فكما لا يجوز تثنية المختلفين ، لا يجوز عطف المختلفين فى
الزمان.
قال أبو حيان :
وهذا من حمل الأصل على الفرع لأن العطف أصل التثنية إلا أن يدعى أنه فى الفعل نظير
التثنية فى الاسم.
وأما الثالث :
فالنظير إما فى اللفظ ، أو فى المعنى ، أو فيهما.
فمن أمثلة
الأول زيادة «إن» بعد ما المصدرية الظرفية ، والموصولة ، لأنهما بلفظ ما النافية ،
ودخول لام الابتداء على ما النافية ، حملا لها فى اللفظ على ما الموصولة ، وتوكيد
المضارع بالنون بعد لا النافية حملا لها فى اللفظ على الناهية ، وحذف فاعل أفعل به
فى التعجب ، لما كان مشبها لفعل الأمر فى اللفظ ، وبناء باب «حذام» على الكسر
تشبيها له بدراك وتراك ، وبناء حاشا الاسمية لشبهها فى اللفظ بحاشا الحرفية. ومنها
إدغام الحرف فى مقاربه فى المخرج.
[١] لعله يقصد بقوله «أصل
عليهما» : أن الاسم محمول على الفعل فى منع الصرف وعلى الحرف فى البناء ، وهذه
العبارة لم ترد فى كلام ابن جنى.
[٢] ما ذكره السيوطى
تلخيص لكلام ابن جنى فى الخصائص ج ١ من ص ٣٠٣ إلى ص ٣١١ ، ولقد ختم ابن جنى عبارته
بقوله : «فهذا ونحوه يدلك على قوة تداخل اللغة وتلاحمها ، واتصال أجزائها وتلاحقها
، وتناسب أوضاعها ، وأنها لم تقتعث اقتعاثا ، ولا هيلت هيلا ، وأن واضعها عنى بها
وأحسن جوارها ، وأمد بالإصابة والأصالة فيها».
اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 105