responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافية الشّافية المؤلف : ابن مالك    الجزء : 1  صفحة : 414

فأعطى لـ «مرّ» وهو مذكر تأنيث «الرّياح» ؛ لأن الإسناد إلى الرياح مغن عن ذكر ال «مرّ».

وكذلك قول الآخر : [من الكامل]

أتى الفواحش عندهم معروفة

ولديهم ترك الجميل جمال [١]

ومنه قوله ـ تعالى ـ : (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) [الشعراء : ٤] ؛ فأعطى الأعناق ما هو لأصحابها من الإخبار بـ «خاضعين» ؛ لصلاحية الأعناق للحذف ، والاستغناء عنها بضمير أصحابها ، وهو أن يقال : «فظلّوا لها خاضعين». وأمثال ذلك كثيرة.

ولو قيل فى «قام غلام هند» : «قامت غلام هند» لم يجز ؛ لأن الغلام غير صالح للحذف والاستغناء بما بعده عنه ؛ كما كان ذلك فيما تقدم من «مرّ الرّياح» و «أتى الفواحش» وأشباههما.

وكما جاز تأنيث المذكر ؛ لإضافته إلى مؤنث صالح للاستغناء به ؛ كذلك يجوز تذكير المؤنث ؛ لإضافته إلى مذكر صالح للاستغناء به ؛ كقول الشاعر : [من الخفيف]

رؤية الفكر ما يؤول له الأم

ر معين على اجتناب التّواني [٢]

ويمكن أن يكون من ذلك قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف : ٥٦].

(ص)

ومبهم كـ (غير) إن يضف لما

بنوا أجز بناه للّذ قدّما

(ش) المراد بـ «مبهم كغير» : ما لا يتضح معناه إلا بما يضاف إليه ؛ كـ «مثل» و «دون» و «بين» و «حين» مما فيه شدة إبهام تقربه من الحروف.

فإذا أضيف إلى مبنى جاز أن يكتسب من بنائه ، كما تكتسب النكرة المضافة إلى معرفة من تعريفها.


[١]البيت للفرزدق فى المقاصد النحوية ٣ / ٣٦٨ ، وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٢ / ٣١٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٠٥ (ورواية العجز فيه :

 ...

ويرون فعل المكرمات حراما)

[٢]البيت بلا نسبة فى الدرر ٥ / ٢١ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٢٢ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٦٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ٤٩.

اسم الکتاب : شرح الكافية الشّافية المؤلف : ابن مالك    الجزء : 1  صفحة : 414
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست