فلو كان المؤنث الذي في الجملة بعد مذكر لم يشبه به مؤنث فضلة أو كالفضلة ـ
لم يكترث بتأنيثه فيؤنث لأجله الضمير ، بل حكمه حينئذ التذكير ، كقوله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً
فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ)[١].
وكذلك لا يكترث
بتأنيث ما ولي الضمير من مؤنث شبه به مذكر ، نحو «إنّه شمس وجهك» ولا بتأنيث فاعل
فعل ولي الضمير بلا علامة تأنيث ، نحو «إنّه قام جاريتك» هذا كله كلام المصنف [٣].
وقال
الشيخ[٤] : «أصحابنا ذكروا أن ضمير الأمر أو القصة يجوز أن يأتي
بعدهما المذكّر والمؤنث ، فتقول : هو زيد قائم ، وهي زيد قائم ، وهي هند ذاهبة ،
وهو هند ذاهبة [١ / ١٧٧] قال : وأما الكوفيون فزعموا أن المخبر عنه إن كان مذكرا
فالضمير ضمير أمر ، أو مؤنثا فالضمير ضمير قصة ، ولا يجوز عندهم خلاف ذلك ، وقد رد
عليهم بقراءة من قرأ : أولم تكن لهم آية أن يعلمه علمؤا بنى إسرائيل [٥].
فآية خبر مقدم
لأن يعلمه ، وأن يعلمه هو المبتدأ ، وهو مذكر ، والضمير في تكن ـ
عويف هذا ثم طلقها
فعاداه عويف. ولما سجن الحجاج عيينة في جبايات له وصله عويف وعطف عليه ، وقال هذه
المقطوعة.
وانظر القصة بالتفصيل وبقية الأبيات في
الأمالي (٢ / ٢١٨) ، والتنبيه على الأمالي (ص ١١٩) ، وشرح ديوان الحماسة (١ /
٢٦٣).
وشاهده كالذي قبله ، والبيت ليس في معجم
الشواهد ، وهو في شرح التسهيل (١ / ١٦٤) ، وفي التذييل والتكميل (٢ / ٢٧٧).
[٢]البيت
من بحر الطويل ، غير مذكور في معجم الشواهد ولم ينسب فيما ورد من مراجع.
اللغة : عاقبة الهوى :
نتيجته التي عامة ما تكون وخيمة. مطيع دواعيه :
مستجيبا لأسبابه. يبؤ بهوان : يرجع
بخسران مبين.
المعنى :
يذكر أن العاقل من يعرف نتائج الأمور ، فلا يقرب الورد حتى يعرف الصدر ، بخلاف
غيره فإنه يبوء بالهوان. والبيت في شرح التسهيل (١ / ١٦٥) ، وفي التذييل والتكميل (٢
/ ٢٧٧).