ضمير قصة [١] ويقول العرب : إنّه أمة الله ذاهبة [٢].
قال ناظر الجيش
: ضمير الشأن لا بد أن يكون معمولا للابتداء ، أو أحد نواسخه ، وهي كان وإن وظن أو
إحدى أخواتهن ، والجملة بعده متممة لمقتضى العامل ، وهو بمنزلة ضمير غائب تقدم
ذكره ؛ فلذلك يستتر مرفوعا بكان أو كاد أو إحدى أخواتهما ، كما يستتر ما ارتفع
بهما من ضمير غائب تقدم ذكره ، ويبرز إذا كان مبتدأ أو اسم ما أو منصوبا بإن أو ظن
أو إحدى أخواتهما ، وبروزه مبتدأ كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ)[٣].
وذكر صاحب
البسيط خلافا في المبتدأ : هل يكون ضمير شأن أو لا؟ وذكر أن الفراء وأبا الحسن
منعا ذلك [٤]. وقد خرج قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ) على وجهين :
أحدهما
: أنهم كانوا
يتكلمون في توحيد الله ، فقيل لهم : هو أي التوحيد الله أحد.
[١] القراءة المذكورة
وهي قراءة التأنيث ورفع آية هي قراءة ابن عامر ، وقد خرجها الشارح. وخرجها بعضهم
على غير ذلك ، فجعل (أولم تكن لهم آية) جملة تامة ، فلهم خبر تكن ، وآية اسمها ،
وأن يعلمه بدل من آية ، وعلى هذا التخريج فلا ضمير قصة ، وقرأ الباقون غير ابن
عامر ـ بالتذكير ، ونصب آية. وعليه فآية خبر ليكن مقدما وأن يعلمه هو الاسم.
[٢] انظر النوادر في
اللغة لأبي زيد الأنصاري (ص ١٩٧) (طبعة دار الشروق) قال أبو زيد : «وقال أبو الحسن
: قوله : فليت دفعت الهمّ الأحسن في العربية أن يكون أضمر الهاء ، كأنّه قال فليته
دفعت يريد فليت الأمر هذا كما تقول : إنّه أمة الله ذاهبة ، وإنّ زيد منطلق يريد
إنّه الأمر. وأنشد أبو العبّاس المبرّد لعمارة يصف نخلا (من الرجز) :