المضاف إلى المضمر ، فجعل المضاف إلى كل منها دونه في التعريف ، ورد عليه
بقوله تعالى : (وَواعَدْناكُمْ
جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ)[١] فوصف المضاف إلى ما فيه اللام بما فيه اللام ؛ والمتقرر
أن النعت لا بد أن يكون مساويا للمنعوت في التعريف أو أقل منه تعريفا ، ويلزم من
قول المبرد أن يكون النعت فائقا للمنعوت في التعريف ، وهو لا يجوز.
وأنشد ابن
عصفور في شرح الجمل ردّا على المبرد ، قول الشاعر :
[٢]البيت
من بحر الطويل من قصيدة لامرئ القيس في الغزل والوصف ، وهي مليئة بالغريب كشعر
امرئ القيس كله ومطلعها (الديوان ص ٤١ ـ ٥٥) :
خليليّ مرّا بي على أمّ جندب
نقضّي لبانات الفؤاد المعذّب
وهو في بيت الشاهد يصف شدة عدو فرسه
وتحريكه له. وأن زجره يلهبه حتى يصير في شدة جريه كخذروف الوليد إذا أداره ؛ ومع
ذلك فقد أدرك الفرس صيده دون مشقة.
والبيت يحتج به ابن عصفور على المبرد
القائل : إن المضاف إلى أحد المعارف دون المضاف
إليه في التعريف ، بأنه يلزم منه أن يكون النعت فائقا المنعوت في التعريف في مثل
هذا البيت (حيث وصف الخذروف بالمثقب) وهو لا يجوز ؛ فدل على أن المضاف إلى أحد
المعارف مساو للمضاف إليه. والبيت ليس في معجم الشواهد وهو في التذييل والتكميل : (٢
/ ١١٨).
[٣] البيت من قصيدة
لامرئ القيس أيضا من بحر الطويل ومطلعها (الديوان ص ٨٩ ـ ٩٣) :
قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان
ورسم عفت آياته منذ أزمان
وبيت الشاهد في وصف فرس له.
اللغة : تيس الظباء :
الذكر من الظبي. الأعفر :
ما يعلو بياضه حمرة. انضرجت له :
انقضت عليه.