(نَسْلَخُ مِنْهُ
النَّهارَ)[١] فجعلوا نسلخ صفة لليل ، والجمل لا يوصف بها إلا
النكرات. وإذا ثبت كون الاسم معرفة بهذه المثابة ، فأحسن ما يبين به ذكر أقسامه
مستقصاة.
«أما قوله إن
عاما أوّل ، وأوّل من أمس في التركيب الذي أشار إليه مدلولهما معين لا شياع فيه
بوجه ، ولم يستعملا إلا نكرتين ، ففرق بين الوضع والاستعمال.
أما لفظ عام
فلا شك في أنه نكرة ومدلوله شائع [٣] في جنسه كرجل ؛ وإنما اكتسب التعيين عند السامع
باستعماله عند صفته للعام الذي كان قبل عامك.
وكذلك أول من
أمس معناه : يوما أول من أمس فحذف يوما وقامت صفته مقامه ومدلول يوم شائع في جنسه
؛ ولما وصفته بأول وعنيت عاما أول من عامك ، ويوما أول من يومك ـ اكتسب بالاستعمال
والوصف انطلاقه على العام الذي يلي عامك ، واليوم الذي يلي يومك [٤].
ولا شك أنه
يعرض للنكرات أن تعيين المراد ببعض أفرادها لقرينة لفظية أو حالية» انتهى [٥].
والذي ذكره
الشيخ حق ؛ ولا شك أن بين الوضع والاستعمال فرقا واضحا ؛ فلا يلزم من التعيين في
الاستعمال التعيين في الوضع [٦].
ثم
قال الشيخ : «وأما قولهم
للأسد أسامة ونحو ذلك ، فقد يطلق عليه أنه معرفة على طريق المجاز ؛ إذ لا يخالف في
معناه دلالة أسد ؛ إنما يخالفه في أحكام لفظية» انتهى [٧]. ـ
[٣] في التذييل
والتكميل : ومدلوله معنى شائع في جنسه كرجل ... إلخ.
[٤]في الفقرات
الأخيرة اضطراب أو سقوط بعض ألفاظ صححتها من شرح أبي حيان نفسه : (٢ / ١٠٧).
[٥]انظر التذييل
والتكميل : (٢ / ١٠٧). ومن أمثلة تعيين المراد بالقرينة ما مثل به أبو حيان من
قولك : لقد قتل ابن ملجم رجلا عظيما ؛ فيفهم من قولك : رجلا عظيما أنه علي بن أبي
طالب. وقوله تعالى : (إِنَّهُ
لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)[التكوير
: ١٩] فيفهم منه أنه محمد صلىاللهعليهوسلم
؛ فذلك لا يحتمل الشياع ولكنه نكرة في الصناعة النحوية.
[٦] أي : فلا يلزم من
التعيين في الاستعمال الذي يوجب تعريف الاسم التعيين في الوضع الذي يوجب تنكيره.
[٧]انظر : التذييل
والتكميل (٢ / ١٠٨). وأما الأحكام اللفظية التي يخالف فيها أسد وأسامة فستأتي بعد
ذلك في باب العلم.
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 430