قال ناظر الجيش
: لما فرغ من شرح الكلمة وذكر أقسامها ، وشرح الكلام وما يتعلق بذلك ، وكان
المقصود من علم النحو تصحيح الكلام ، وكان ذلك لا يتم إلا بالإعراب شرع في ذكره ،
ويلزم من ذلك التعرض لذكر المعرب والمبني من الكلمات الثلاث.
ولما كان
المعرب مفردا وغير مفرد وهو المثنى والمجموع على حده ، والمفرد منه ما آخره صحيح
ومنه ما آخره معتل ، أفرد المصنف لكلّ بابا.
فبدأ بذكر
المفرد الصحيح الآخر ، وثنى بذكر المعتل الآخر ، وثلث بذكر المثنى والمجموع.
والمراد
بالصحيح الآخر : ما ليس آخره حرف علة وحروف العلة في باب الأعراب ثلاثة : الواو المضموم ما
قبلها والياء المكسور ما قبلها والألف. فما آخره واو ليس قبلها ضمة كدلو ، وياء
ليس قبلها كسرة كظبي ، حكمه حكم الصحيح لقبوله للحركات.
وقد
ذكر الأئمة أن الإعراب في اللغة يطلق لمعان ثلاثة :
الإبانة
عن الشيء : أعرب الإنسان عن حاجته إذا أبان عنها ، ومنه : والثيب تعرب عن نفسها [١] أي تبين.
والتحسين[٢] : أعربت الشيء حسنته ، قال الله تعالى : (عُرُباً أَتْراباً)[٣] أي ـ
[١]جعله ابن منظور
في لسان العرب (مادة : عرب) حديثا. ونصه في كتب الأحاديث غير ذلك وهو فيها : «الثيب
أحق بنفسها من وليها والبكر تستأمر وإذنها سكوتها» (صحيح البخاري : ٧ / ١٧) ، (صحيح
مسلم : ٤ / ١٤١) ، (مسند الإمام : ١ / ٢٦٩).
[٢] هو المعنى الثاني
، وقوله : والتغيير : هو المعنى الثالث.