حسانا.
والتغيير : عربت معدة الرّجل إذا تغيّرت ، وأعربها الله : غيّرها.
وأما
الإعراب في الاصطلاح : فذهب جماعة إلى أنه معنوي : [١ / ٥٠] وهو التغيير العارض للكلم أي
الانتقال عن الحالة التي وضعت عليها إلى الحالة التي أحدثها العامل. وهو رأي أكثر
المتأخرين من المغاربة [١]. قيل : وهو ظاهر قول سيبويه [٢]. وذهب جماعة منهم ابن خروف [٣] ، وأبو علي [٤] إلى أنه لفظي ، وهو اختيار صاحب المفصل [٥] والمصنف أيضا ؛ وكذا قال في حده [٦] : ـ
[١]كابن عصفور وغيره
: قال في المقرب (١ / ٤٧): «الإعراب اصطلاحا : تغيير آخر الكلمة لعامل يدخل عليها
في الكلام الذي بني فيه لفظا أو تقديرا عن الهيئة التي كان عليها قبل دخول العامل
إلى هيئة أخرى». وانظر شرح الجمل (١ / ٣١) ، والبسيط (١ / ١٧١). ومن المغاربة أيضا
الأعلم ، انظر التذييل والتكميل (١ / ١١٦) ، الهمع (١ / ١٤) ، حاشية الصبان (١ /
٤٨).
[٢]يقول سيبويه (١ /
١٣): «هذا باب مجاري أواخر الكلم من العربيّة :
وهي تجري على ثمانية مجار : على النصب
والجر والرفع والجزم ، والفتح والضم والكسر والوقف.
وهذه المجاري الثمانية يجمعهنّ في اللفظ
أربعة أضرب : فالنصب والفتح في اللفظ ضرب واحد ، والجرّ والكسر فيه ضرب واحد وكذلك
الرفع والضمّ والجزم والوقف ...» إلخ.
[٣] هو أبو الحسن علي
بن محمد المشهور بابن خروف أندلسي من إشبيلية وأقام في حلب مدة ، كان إماما في
العربية. أخذ النحو من ابن طاهر المعروف بالخدب ، لم يتزوج قط وكان يسكن الحانات
واختل في آخر عمره ؛ حتى مشى في الأسواق بادي العورة. أقرأ النحو بعدة بلاد وعاش
حتى بلغ خمسا وثمانين سنة ؛ حيث توفي سنة (٦١٠ ه) لوقوعه في جبّ ليلا.
مصنفاته :
له كتاب مطبوع يسمى كتاب تنقيح الألباب في شرح غوامض الكتاب ، وله شرح الجمل
للزجاجي مفقود.
انظر في ترجمته معجم الأدبا (١٥ / ٧٦) ،
بغية الوعاة (٢ / ٢٠٣) ، الأعلام (٥ / ١٥١). وذكر أبو حيان تعريف ابن خروف للإعراب
فقال : صوت يحدثه العامل في آخر الكلمة ، ثم أفسد هذا التعريف بقوله : إن الإعراب
قد يكون بحذف لا بصوت. (التذييل والتكميل ١ / ١١٦).
[٤]هو الأستاذ أبو
علي الشلوبين وتلقبه المراجع دائما بالأستاذ ولا أدري لم جرده الشارح هنا وقد سبقت
ترجمته في هذا التحقيق ، وقد نقل أبو حيان تعريفه للإعراب فقال : حكم يحدثه العامل
في آخر الكلمة. (التذييل والتكميل : ١ / ١١٦).
[٥]هو محمود بن عمر
جار الله الزمخشري ، سبقت ترجمته في هذا التحقيق. وكتاب المفصل كتاب في النحو صار
عمدة بأسلوبه المحكم الواضح ألّف سنة (٥١٥ ه) ، وقد شرحه كثيرون. (انظر تاريخ
الأدب العربي لبروكلمان : ٥ / ٢٢٥). وانظر فيما ذكره الشارح (ص ١٦) من كتاب
المفصل.