«ولمّا كان بعض
مدلول المضارع المسمّى حالا مستأنف الوجود أشبه المستقبل المحض في استئناف الوجود
فاشتركا في صيغة المضارع اشتراكا وضعيّا».
وقال ثانيا [٢] : «إنّ دلالته على الحال راجحة» وهذا ينافي القول
بالاشتراك ، والحق أنه لا يحكم بترجح الحال عند التجريد من القرائن ؛ لما تبين من
أن أصح المذاهب أنه مشترك بين الحال والاستقبال ؛ فلا يتعين لأحدهما إلا بقرينة
كسائر المشتركات.
قال ناظر الجيش
: هذا شروع في ذكر القرائن المخلصة لكل من الزمانين ، وذكر أن القرائن التي تخلصه
للحال خمس.
ونازع المصنف
في كل منها ؛ فالظاهر أنه ليس عنده قرينة تخلصه للحال.
فمن
القرائن المذكورة : الآن وما في معناه وهو الحين والساعة وآنفا.
قال
المصنف[٣] : «وبعض العلماء يجيز بقاء المقرون بالآن مستقبلا ؛
لأنّ الآن قد يصحب فعل الأمر مع أنّ استقباله لازم. قال الله تعالى : (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَ)[٤]. فعبّر عن المدّة التي رفع فيها الحرج عن المباشرين
نساءهم ليالي الصّوم وعن مدة بلوغ ذلك إلى المخاطبين ، وعن المدة التي تقع فيها
المباشرة ؛ لأن الآن ليس عبارة عن المدة المقارنة لنطق الناطق فحسب [١ / ٣٩] بل
الآن عبارة عن مدة ما حضر كونه. فلو أن الكائن لا يتم إلا في شهر فصاعدا ، جاز أن
يقال فيه الآن وهو كائن ، ومنه قوله تعالى : (فَمَنْ يَسْتَمِعِ
الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً)[٥]. ـ
[٥] سورة الجن : ٩ ،
قال في شرح التسهيل : ومنه أيضا قول علي رضياللهعنه
في الخضاب : «كان ذلك والإسلام قلّ ؛ فأمّا الآن فقد اتسع نطاق الإسلام ، فامرؤ
وما اختار».
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 193