responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 193

[تعيين زمن الحال للمضارع]

قال ابن مالك : (ويتعيّن عند الأكثر بمصاحبة الآن أو ما في معناه وبلام الابتداء ونفيه بليس وما وإن).

______________________________________________________

يذكر ما هو بالوضع للفعل ، فلا يناسب أن يذكر المدلول عليه بالمجاز مع المدلول عليه بالحقيقة.

وأما اضطراب كلامه في الشرح ؛ فإنه قال أولا [١] :

«ولمّا كان بعض مدلول المضارع المسمّى حالا مستأنف الوجود أشبه المستقبل المحض في استئناف الوجود فاشتركا في صيغة المضارع اشتراكا وضعيّا».

وقال ثانيا [٢] : «إنّ دلالته على الحال راجحة» وهذا ينافي القول بالاشتراك ، والحق أنه لا يحكم بترجح الحال عند التجريد من القرائن ؛ لما تبين من أن أصح المذاهب أنه مشترك بين الحال والاستقبال ؛ فلا يتعين لأحدهما إلا بقرينة كسائر المشتركات.

قال ناظر الجيش : هذا شروع في ذكر القرائن المخلصة لكل من الزمانين ، وذكر أن القرائن التي تخلصه للحال خمس.

ونازع المصنف في كل منها ؛ فالظاهر أنه ليس عنده قرينة تخلصه للحال.

فمن القرائن المذكورة : الآن وما في معناه وهو الحين والساعة وآنفا.

قال المصنف [٣] : «وبعض العلماء يجيز بقاء المقرون بالآن مستقبلا ؛ لأنّ الآن قد يصحب فعل الأمر مع أنّ استقباله لازم. قال الله تعالى : (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَ)[٤]. فعبّر عن المدّة التي رفع فيها الحرج عن المباشرين نساءهم ليالي الصّوم وعن مدة بلوغ ذلك إلى المخاطبين ، وعن المدة التي تقع فيها المباشرة ؛ لأن الآن ليس عبارة عن المدة المقارنة لنطق الناطق فحسب [١ / ٣٩] بل الآن عبارة عن مدة ما حضر كونه. فلو أن الكائن لا يتم إلا في شهر فصاعدا ، جاز أن يقال فيه الآن وهو كائن ، ومنه قوله تعالى : (فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً)[٥]. ـ


[١]انظر : شرح التسهيل (١ / ١٨).

[٢] المرجع السابق : (ص ٢١).

[٣]انظر : شرح التسهيل (١ / ٢١).

[٤] سورة البقرة : ١٨٧.

[٥] سورة الجن : ٩ ، قال في شرح التسهيل : ومنه أيضا قول علي رضي‌الله‌عنه في الخضاب : «كان ذلك والإسلام قلّ ؛ فأمّا الآن فقد اتسع نطاق الإسلام ، فامرؤ وما اختار».

اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست