responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 194

______________________________________________________

وإذا ثبت هذا فقد يقال : الآن يكون كذا وكذا بقصد التعبير بالآن عن المدة التي يقع الكون في بعضها أو بقصد المبالغة في القرب إلا أنّ هذا خلاف الظاهر» [١] انتهى.

والجواب : أن الآن حقيقة في الزمان الحاضر ؛ فإذا صحب الفعل المستقبل كان ذلك قرينة صارفة له عن إرادة الحال ويكون استعماله في المستقبل مجازا بالقرينة ؛ فالتجوز حينئذ في الظرف. وإذا لم يكن الفعل مستقبلا ولا ماضيا كان على حقيقته ؛ إذ لا قرينة تصرفه فيتعين أن يكون الفعل معه للحال كما ذهب إليه الأكثر.

ويؤيد هذا قول الأبذي :

«ويعني بالآن المستعملة على حقيقتها ؛ لأنّها إن تجوّز فيها واستعملت تقريبا صلحت مع الماضي والمستقبل ، نحو قوله تعالى : (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ)[٢] ، (الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ)[٣] ، ونحو قوله تعالى : (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ ،)[٤](فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ)[٥].

لأن فعل الشرط مستقبل. وقال الشاعر :

٢٠ ـ فإنّي غير خاذلكم ولكن

سأسعى الآن إذ بلغت إناها [٦]

وقول المصنف : «إلا أنّ هذا خلاف الظّاهر» يحتمل أن يرجع إلى قوله : «أو بقصد المبالغة في القرب» وهو الأقرب. ويحتمل أن يرجع إلى ما ذكره بأثره فيكون مختارا لقول الأكثر في هذه الصورة.

ومن القرائن : لام الابتداء : نحو إني لأحبك.

قال المصنف : «هي مخلصة للحال عند أكثرهم وليس كما ظنّوا ؛ بل جائز أن يراد الاستقبال بالمقرون بها ، كقوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ)[٧] ، ـ


[١]انظر : شرح التسهيل (١ / ٢٢) مع حذف يسير.

[٢] سورة البقرة : ٧١.

[٣] سورة يوسف : ٥١.

[٤] سورة البقرة : ١٨٧.

[٥] سورة الجن : ٩.

[٦] البيت من بحر الوافر لعنترة بن شداد ، سبق الحديث عنه في الشاهد رقم (١٢) ، وقد استشهد به هنا مرة أخرى على أن لفظ الآن لم يقصد به الحال ؛ وإنما تجوز فيه واستعمل في المستقبل.

[٧] سورة النحل : ١٢٤.

اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش    الجزء : 1  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست