وهذا الاحتراز
يوهم بظاهره أن ثمّ نونين ، وقد كان يغنيه أن يقول : وشذ لحوقها الاسم.
ومنها
: لزومه مع ياء المتكلم نون الوقاية :
ويلحق المتعدي
من الأفعال ماضيا ومضارعا وأمرا. وقيد اللزوم مخرج للحروف التي تلحقها النون
المذكورة ؛ فإن لحوقها إياه على سبيل الجواز وليس لازما.
قال
الشيخ : «قد وجدنا نون الوقاية تلزم مع ياء المتكلّم في غير
الفعل ووجدنا فعلا تتّصل به الياء ، ولا تلزم معه النّون ، فالأول : عليكي ، ولا
يجوز عليكي فيه ، ولا فيما أشبهه ؛ فقد لزمت اسم الفعل ، والثاني : فعل التعجب ؛
فإن النون فيه غير لازمة فيقال : ما أكرمي» انتهى [٢].
أما
الأول : فقد يجاب عنه
بمنع لزوم النون فيه مع الياء ؛ لأن لنا أن نعمل هذا ـ
[١]بيت
من الرجز المشطور لرؤبة في زيادات ديوانه (انظر مجموع أشعار العرب وهو يشتمل على
ديوان رؤبة ص ١٧٣) وقبل هذا البيت قوله :
أريت إن جاءت به أملودا
مرجلا ويلبس البرودا
ومعنى الأبيات :
أن رجلا من العرب أتى أمة له ، فلما حبلت خشي أن تكون بنتا فجحدها ، فأنشدت
الأبيات قائلة له : لو كبرت هذه البنت وجاءها شاب حسن يخطبها ، أتعترف بها وتطلب
شهودا لنكاحها.
والأملود : الغصن الناعم. ويقصد به هنا
الشاب الفتي ، والمرجل : نظيف الشعر.
وقائلن :
أصله : أقائلونن بواو الرفع وثلاث نونات.
ويستشهد بالبيت
على شذوذ إلحاق نون التوكيد لاسم الفاعل وهي خاصة بالفعل.
والبيت في شرح التسهيل (١ / ١٤) ،
والتذييل والتكميل (١ / ٦٥) ، ومعجم الشواهد (ص ٤٦٣).
ترجمة رؤبة :
هو رؤبة بن العجاج. كان هو وأبوه شاعرين راجزين مشهورين. ورؤبة أكثر شعرا من أبيه
وأفصح منه ، قال لأبيه : أنا أفصح منك لأني شاعر وابن شاعر وأنت شاعر فقط. أقام
رؤبة بالبصرة ، ولحق الدولة العباسية ، ومدح المنصور وأبا مسلم ، كان بصيرا باللغة
وغريبها. ولما مات قال الخليل فيه : دفنّا اللغة والشعر والفصاحة. مات بالبادية
سنة (١٤٥).
انظر : ترجمته في معجم الأدباء (١١ /
١٤٩) ، الشعر والشعراء (٢ / ٥٩٨) ، خزانة الأدب (١ / ٣٨).