الاسم في الياء بطريق آخر ؛ فنقول في عليكني : عليك بي حكاه سيبويه [١].
وكذا يقال في :
رويدني رويد لي ؛ فعلى هذا لا مندوحة في الفعل عن النون ، وأما في اسم الفعل فثم
مندوحة.
وفي
هذا الجواب نظر : وهو أن يقال : لزوم النون إنما هو مع اتصال الياء بالكلمة. وحيث اتصلت
بعليك أو برويد لزمت النون مطلقا.
وأما
الثاني : فيجاب عنه بأن
المذكور خاصة وليس من شرط الخاصة الانعكاس ، أي : لا يلزم من عدمها العدم ، فلا
يلزم من عدم لزوم النون في فعل التعجب عدم فعليته. وهو ظاهر [٢].
ومنها
: اتصاله بضمير الرفع البارز :
فقيد الضمير بالرفع احترازا من ضميري النصب والجر ؛ لجواز اتصال الاسم
والحرف بهما. وقيد بالبارز
؛ لأن المستتر
يتصل بالاسم أيضا [٣]. وأما البارز إذا كان مرفوعا ، فمختص بالفعل نحو : قاما
ويقومان وقوما.
قال ناظر الجيش
: لما فرغ من ذكر علامات الفعل ، أراد أن يذكر أقسامه الأولية التي يترتب عليها
معرفة ما هو مبني ، وما هو معرب ، وما هو منها مبهم ، وما هو مختص بأحد الأزمنة
الثلاثة.
واعلم أن
الأفعال في الحقيقة إنما هي المعاني القائمة بالفاعلين ، أو الصادرة عنهم.
ولها ألفاظ تدل
عليها ، كالقعود والضرب مثلا. وهي تستلزم زمانا غير معين.
والأزمنة ثلاثة
: متقدم ومنتظر بالنسبة إلى زمن الإخبار : وهما الماضي والمستقبل ، ـ
[١]انظر : الكتاب (١
/ ٣٦١) بتحقيق الأستاذ عبد السّلام هارون.
[٢]معناه أن وجود
النون في الكلمة واتصالها بها ، يوجب فعليتها ولا عكس ، فقد تكون الكلمة فعلا دون
اتصال النون بها ، كما مثّل بما أكرمي في التعجب ، مع أن هذا التعبير قليل نادر.
والصحيح فيه اتصال النون ، فتقول : ما أكرمني ، وما أحسنني. ولم تقل العرب ما
أكرمي وما أحسني (انظر شرح المفصل لابن يعيش : ٧ / ١٤٣).
[٣] مثال اتصال
الضمير المنصوب بالاسم : الضاربك ، عند سيبويه. ومثال اتصاله بالحرف : اتصاله بإن
وأخواتها ، وأما المجرور فيهما فهو كثير. ومثال اتصال الضمير المستتر بالاسم :
الضمائر المستترة في الصفات.
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 170