قال
الشيخ : «لم أر هذا القيد لأحد من النّحويين غير المصنّف» يعني
قوله : لذاته ، قال : «ويمكن منازعته فيه من وجهين :
أحدهما
: أنّ الصلة
كلام. ويدل عليه اشتراطهم فيها أن تكون جملة خبرية. والخبر أحد أقسام الكلام.
الثاني
: منازعته في أن
هذه الجملة تضمنت إسنادا مفيدا مقصودا ؛ حتّى يحترز منها بقوله : لذاته ؛ لأن جملة
الصلة كجزء من الاسم الموصول ، ولم ينهض أن يكون من قبيل الكلمة ؛ بل هي والموصول
قبلها كلمة ، وأما الجملة المضاف إليها فهي في تقدير المفرد ؛ لأنّ معنى قمت حين
قاموا : حين قيامهم ، فصورتها صورة ما فيه إسناد والمعنى على التّركيب التّقييدي»
، انتهى [١].
وفي
هذه المنازعة نظر : أما أن جملة الصلة شرطها أن تكون خبرية ، والخبر أحد أقسام الكلام ،
فمسلّم ، ولكن إنما تعتبر الخبرية قبل جعل الجملة صلة ، وإذا وصل بها صار لها حكم
أخر ، كما أن : قام زيد ، كلام تام غير مفتقر ، وإذا دخلت عليه إن الشرطية صار غير
تام مفتقرا ، فعلى هذا لا منافاة في قولنا [٢] : شرط جملة الصلة أن تكون خبرية مع أنها حال الوصل بها
لا يصدق عليها أنها كلام.
وأما دعواهم أن
هذه الجملة لم تتضمن إسنادا مفيدا مقصودا ، فممنوع ، بل قد تضمنت الإسناد المفيد
المقصود ، وإنما حكم لها بحكم الجزء من الاسم الموصول [١ / ٢٠] من حيث أنها لا
تتقدم عليه ولا يفصل بينها وبينه بالأجنبي. وغير ذلك من الأحكام المذكورة في باب
الموصول. والحكم عليها بذلك [٣] لا يخرجها عن أن يكون فيها تركيب إسنادي [٤] ، ولو لا ذلك لما حكم على أفرادها بالإعراب ـ