وظاهر كلام ابن جني [١] يقتضي أنه جمع ؛ لأنه قال [٢] :
«قال سيبويه [٣] : هذا باب علم ما الكلم من العربيّة ، ولم يقل : ما
الكلام ؛ لأنّه أراد نفس ثلاثة أشياء : الاسم والفعل والحرف. فجاء بما لا يكون
إلّا جمعا وترك ما لا يخصّ الجمع وهو الكلام».
وذهب الفارسي [٤] وغيره من المحققين : إلى أنه اسم جنس ، وكذلك كل ما
شابهه كنبق وسدر [٥].
ويدل على ذلك
تصغيرهم إياه على لفظه. ولو كان جمعا لكان للكثرة وجموع الكثرة لا تصغر على لفظها [٦]. ـ
[١] هو أبو الفتح
عثمان بن جني ، من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف. وعلمه بالصرف أكثر ؛
لأن أبا علي الفارسي عيره بجهله مسألة في الصرف ، فلزمه أربعين سنة يتعلم منه ،
ولما مات أبو علي تصدر مكانه ابن جني في بغداد. لقي المتنبي وكان المتنبي يجله وقد
شرح ابن جني ديوانه شرحين.
ومصنفاته كثيرة وعظيمة :
أهمها : الخصائص وهو في النحو والصرف واللغة ، سر صناعة الإعراب ، شرح تصريف
المازني ، اللمع في النحو ، المحتسب في القراءات الشاذة وغير ذلك وكلها مطبوعة.
ولد قبل سنة (٣٣٠ ه) وتوفي سنة (٣٩٢ ه). انظر ترجمته في نزهة الألباء : (ص ٣٤٢)
، بغية الوعاة : (٢ / ١٣٢) ، الأعلام (٤ / ٣٦٤).
[٣]انظر : الكتاب (١
/ ١٢) وهو عنوان أول باب من أبواب كتاب سيبويه.
[٤] هو أبو علي
الحسين بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي الأصل ، ولد في فسا من أعمال فارس. ودخل بغداد
سنة (٣٠٧ ه) وتجول في كثير من البلدان ، وأقام عند سيف الدولة في حلب مدة سنة (٣٤١
ه) ، ثم عاد إلى فارس ، وصحب عضد الدولة وعلمه النحو وصنف له كتبا.
مصنفاته :
صنف لعضد الدولة كتاب الإيضاح في النحو الذي شرحه كثيرون. ولما استصغره عضد الدولة
عمل له أبو علي التكملة ، كما صنف الحجة في القراءات وهو مطبوع في سوريا ومصر. كما
صنف التذكرة وهي مفقودة ، وسئل في حلب وبغداد والبصرة وشيراز أسئلة كثيرة ، فصنف
في أسئلة كل بلد كتابا سماه باسمها. وكلها بدور العلم في مصر ، توفي ببغداد سنة (٣٧٧
ه).
انظر في ترجمته : نزهة الألباء (ص ٣١٥)
، بغية الوعاة (١ / ٤٩٧) ، الأعلام (٢ / ١٩٤).
[٥] النبق : فيه
الأوزان الثلاثة التي في : كتف. وهو ثمر شجر معروف. الواحدة نبقة وفي معناه السدر
أيضا.
[٦] انظر كتاب
التكملة لأبي علي (ص ١٥٥) رسالة ماجستير بجامعة القاهرة. قال أبو علي : «باب في
دخول التاء الاسم فرقا بين الجمع والواحد منه :
وذلك نحو : تمر وتمرة وشعير وشعيرة
وجراد وجرادة ؛ فالتاء إذا لحقت في هذا الباب دلّت على المفرد ، فإذا حذفت دلت على
الجنس والكثرة. ثم قال : فإذا حذفت التاء ذكر الاسم وأنث ، وجاء في القرآن الأمران
جميعا. وبعد تمثيله قال : ومؤنث هذا الباب لا يكون له مذكر من لفظه لما كان يؤدي
إليه من التباس المذكر الواحد بالجمع. فإذا أرادوا المذكر قالوا : هذا حمامة ذكر ،
وهذا بطة ذكر».
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 139