أما
القول : فهو اللفظ
الدال على معنى ؛ فهو أخص من اللفظ ؛ لصدقه على المستعمل فقط. لكنه أعم من الثلاثة
الباقية ؛ لصدقه على الكلمة ، والكلم ، والكلام.
وقد يطلق على
ما يفهم من حال الشيء ، وعلى الإشارة ، وعلى الرأي والاعتقاد. وكل ذلك على سبيل
المجاز.
وأما
الكلمة : فقد علمت أنها
تطلق لغة على أمرين [١].
وإنما خصت في
الاصطلاح بأحدهما. وقد تقدم حدها. وهي أخص من القول ؛ لإطلاقها على المفرد خاصة ؛
فأخصيتها باعتبار الإطلاق ؛ لأنه كلما أطلقت الكلمة أطلق القول ، وليس كلما أطلق
أطلقت الكلمة.
وأما
الكلم : فقد يستعمل في
اللغة مرادا به الكلام. قال الله تعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ
الْكَلِمُ الطَّيِّبُ)[٢] ، وقال تعالى : (يُحَرِّفُونَ
الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ)[٣].
وأما
في الاصطلاح : فهو عبارة عن ثلاث كلمات ، سواء أحصلت فائدة أم لا. واختلف النحاة فيه :
هل هو جمع للكلمة أو اسم جنس لها [٤]؟
فذهب جماعة
منهم الجرجاني [٥] : إلى أنه جمع وكذا يقولون في كل ما الفرق بينه وبين
واحده التاء كنبق وتمر. ـ
[١] أحدهما في اللغة
: وهو إطلاقها على الكلام المفيد. والثاني في الاصطلاح : وهو أحد مفردات الكلام ...
الاسم أو الفعل أو الحرف. وحدّها : لفظ
مستقل دال بالوضع تحقيقا أو تقديرا أو منوي معه كذلك.
[٤] الفرق بينهما أن
الجمع : ما دل على أكثر من اثنين أو اثنتين بزيادة خاصة في السالم أو بأوزان خاصة
في المكسر. أما اسم الجنس : فهو ما دل على ما يدل عليه الجمع ؛ لكن يفرق بينه وبين
واحده بالتاء ؛ فتكون في المفرد ، ثم تجرد من الجمع غالبا ، مثل : بلحة وبلح ،
وليست له أوزان خاصة.
[٥] هو الإمام
المشهور أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني والنحوي. واضع أصول البلاغة
وكبير أئمة العربية والبيان.
وتصانيفه كثيرة وطويلة :
منها في النحو : المغني في شرح الإيضاح ، لأبي علي الفارسي ، والمقتصد في شرحه
أيضا. وهو مشهور ، وكتاب الجمل وشرحه ، والعوامل المائة ، ومنها في البلاغة :
دلائل الإعجاز ، وأسرار البيان. وأكثر كتبه موجودة. توفي بجرجان التي لم يفارقها
سنة (٤٧٠ ه).
انظر في ترجمته نزهة الألباء (ص ٣٦٣) ،
بغية الوعاة (٢ / ١٠٦) ، الأعلام (٤ / ١٧٤).
وانظر في رأيه الذي نقله عنه الشارح
كتابه المحقق في النحو والمسمى : المقتصد في شرح الإيضاح (١ / ٦٩) طبعة العراق.
قال عبد القاهر : الكلم جمع كلمة ، والكلمة تقع على كلّ جزء حرفا كان أو اسما أو
فعلا.
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 138