واعلم أن الضمير في قولهم : ما دلّ على معنى في نفسه ، يرجع إلى معنى أي : ما
دل على معنى كائن في نفسه أي : باعتباره في نفسه وبالنظر إليه في نفسه لا باعتبار
أمر خارج.
وكذا الضمير في
غيره في حد الحرف أي : ما دل على معنى كائن في غيره أي [١ / ١٥] باعتبار متعلقه لا
باعتباره في نفسه.
وقيل : الضمير
في : نفسه يرجع إلى ما دل لا إلى معنى أي : اللفظ الدال على معنى بنفسه من غير
ضميمة يحتاج إليها في دلالته الإفرادية ؛ بخلاف الحرف ؛ فإنه يحتاج إلى ضميمة في
دلالته على معنى الإفرادية.
الثاني
: أن المقابل
وهو الحرف لا يجري فيه النقيض ؛ إذ يصير المعنى :
الحرف : ما دل على
معنى بغيره ، أي : بلفظ آخر معه ، وإذا جعل في غيره صفة لمعنى ، كان المعنى : ما
دل على معنى حاصل في غيره ، أي : باعتبار متعلقه فيتطابق الحدان في مقصود التقابل [٢].
قال ناظر الجيش
: اشتمل كلام المصنف في المتن والشرح على خمسة ألفاظ ، وهي : اللفظ ، والقول ،
والكلمة ، والكلم ، والكلام. فلنذكرها أولا ثم نعود إلى تفسير الحد.
أما
اللفظ : فهو مصدر في
الأصل. وقد تقدم أنه الصوت الذي يعتمد على مقاطع الحروف. وهو أعم الخمسة لصدقه على
المستعمل والمهمل. ـ
[٢] معناه : أن الاسم
والفعل مستقلان بالمفهومية غير محتاجين لشيء آخر مطلقا ؛ بخلاف الحرف ؛ فلا يدل
على معنى في نفسه بمفرده أو معه كلمة أخرى ، وإنما معناه في غيره دائما ، سواء كان
ذلك الغير مفردا ، كلام التعريف في الرجل ، أو جملة كالنفي والاستفهام في قولك :
ما قام زيد. وهل قام زيد؟
اسم الکتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد المؤلف : ناظر الجيش الجزء : 1 صفحة : 137