وإنما بطل
عملها مع زيادة (إن) لأنها عامل ضعيف ، فلما بعدت بطل عملها ، وهي زائدة نحو : (انتظرتك
ما إن جلس القاضي) وقال الفراء : [٢] إنها نافية ، ونفي النفي إثبات ، ولهذا بطل عمل (ما) ،
وقد أجاز بعض الكوفيين [٣] العمل مع (إن) واحتج بقوله :
[١]البيت من الوافر
، وهو لفروة بن مسيك أو للكميت ، ينظر الكتاب ٣ / ١٥٣ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٠٦
، والمقتضب ١ / ٥١ ، ٢ / ٣٦٤ ، والخصائص ٣ / ١٠٨ ، وشرح المفصل ٥ / ١٢٠ ، وشرح
التسهيل السفر الأول ٢ / ٥٠٧ ، وشرح الرضي ١ / ٢٦٦ ، ورصف المباني ١٩٢ ـ ٣٧٨ ،
والجنى الداني ٣٢٧ ، ومغني اللبيب ٣٨ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٨١ ، واللسان مادة (طبب)
٤ / ٢٦٣١ ، وهمع الهوامع ٢ / ١١١ ، والخزانة ٤ / ١١٢.
والشاهد فيه قوله : (ما إن طبّنا جبن)
حيث زيدت إن بعد ما توكيدا فكفتها عن العمل وذلك كما ذكر الشارح.
[٣]ينظر شرح التسهيل
السفر الأول ٢ / ٥٠٧. قال ابن مالك : وإن هذه زائدة كافة لـ (ما) ، كما هي ما كافة
لـ (إنّ وأخواتها) في نحو (إنما الله إله واحد) وزعم الكوفيون أن إن المقترنة بـ (ما)
هي النافية جيء بها بعد ما توكيدا ، والذي زعموه مردود بوجهين :
أحدهما : أنها لو كانت نافية مؤكدة لم
تغير العمل كما لم يتغير بتكرير ما إذا قيل ماما زيد قائما.
الثاني : أن العرب قد استعملت إن زائدة
بعد ما التي بمعنى الذي وبعد ما المصدرية التوقيتية لشبهها في اللفظ بما النافية ،
فلو لم تكن زائدة المقترنة بما النافية ، لم يكن لزيادتها بعد الموصولتين مسوغ.