بمثالين ، لأن منهم من جعل الفعل علة في المصدر ، فلا يستقيم لكم ذلك في (قعدت
عن الحرب جبنا) [١] أن يكون القعود سببا في الجبن بل العكس.
قوله : (خلافا
للزجاج فإنه عنده مصدر) [٢] يعني المفعول لأجله وناصبه عنده مقدر من لفظه تقديره ،
ضربته فأدبته تأديبا ، وقيل على حذف مضاف أي (ضرب تأديب) وعند الكوفيين [٣] أنه مصدر أيضا وعامله الموجود لأنه في معناه ، كما في (قعدت
جلوسا) والبصريون جعلوه بابا مستقلا مفعولا لأجله ، وعامله الموجود بواسطة اللام.
قوله : (وشرط
نصبه تقدير اللام) [٤] وذلك لأنها إن ظهرت جرته ، وإن لم تقدر لم تفهم منه
العلة ، و (المفعول له) ينجر بالباء نحو : (فَبِظُلْمٍ مِنَ
الَّذِينَ هادُوا)[٥] وب (من) نحو : (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ
كَتَبْنا)[٦] و (جئت من
[٢]والواقع أن
الزجاج يقول بمصطلح المفعول له وذلك عند تفسيره لقوله تعالى في سورة البقرة في
كتابه (معاني القرآن وإعرابه) ١ / ٦٣ (يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر
الموت).
قال الزجاج : والمعنى يفعلون ذلك لحذر
الموت ، وليس نصبه لسقوط اللام ، وإنما نصبه أنه في تأويل المصدر كأنه قال : (يحذرون
حذرا). وقال حذر الموت مفعول له ، ينظر شرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٨١٥ ، والهمع
٣ / ١٣٣.
[٣]ينظر رأي
الفريقين في شرح الرضي ١ / ١٩٢ ، والكتاب ١ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠ ، وشرح التسهيل السفر
الأول ٢ / ٨١٤.