ما دل عليه بلازمه ، وهو ما يشغل الجسم من الحيز نحو أسماء الأمكنة والجهات
وعددها [١] ، نحو : (سرت عشرين ميلا وفرسخا وبريدا) ، وكذلك ما قام
مقامهما مما كانت مضافة إليه ، وحذفت نحو : هو مني مناط الثريا [٢] ، ومقعد الخاتن [٣] ، ومزجر الكلب [٤] ، أو كان صفة لها ، نحو : (قعدت قريبا منك) و (بعيدا
منك) أي مكانا وظرف الزمان ينقسم إلى متصرف و (غير) متصرف ، كاليوم والشهر ويعني بالتصرف
: جواز انتقاله من الظرفية وبعواقب [٥] العوامل عليه ، وبالمتصرف دخول الجر والتنوين ولا منصرف
كـ (سحر) فهو غير منصرف للعلمية والعدل ، ولم يتصرف لأنه لم يستعمل إلا ظرفا
منصوبا ومتصرف وغير متصرف نحو (ضحى وعتمه وعشية) لغير معينة و (ذات مرة) و (بعيدات
بين) [٦] فهذه لازمة للظرفية ، ومتصرف وغير متصرف نحو (بكرة وغداة) والبكرة يومك
وغداته ، فهي لا تصرف
[١]ينظر شرح المفصل
٢ / ٤٠ وما بعدها ، وشرح الرضي ١ / ١٨٤ ، والجهات الست هي : أمام وخلف ويمين وشمال
وفوق وتحت.
[٢]مناط الثريا أي
في البعد ، وقيل أي بتلك المنزلة فحذف الجار ، ينظر اللسان مادة (نوط) ٦ / ٤٥٧٧ ،
والكتاب ١ / ٤١٣ ـ ٤١٤.
[٣]مقعد الخاتن قال
سيبويه : هو مني مقعد القابلة أي في القرب ، يريد بتلك المنزلة (ينظر مادة (قعد) ٥
/ ٣٦٨٦ في اللسان ، والكتاب ١ / ٤١٣.
[٤]مزجر الكلب : قال
سيبويه : وقالوا هو مني مزجر الكلب أي بتلك المنزلة ، فحذف وأوصل ، وهو من الظروف
المختصة التي أجريت مجرى غير المختصة ، (ينظر اللسان مادة (زجر) ٣ / ١٨١٣ ،
والكتاب ١ / ٤١٣.
[٥] وقد يكون خطأ من
الناسخ وأظنها تعاقب لأن عواقب جمع عاقبة وفي شرح المفصل قوله :
(ما جاز أن تعتقب عليه العوامل) ١ / ٤٠.
[٦]قال الرضي ومن
المعربة غير المتصرفة بعيدات بين وذات مرة وذات يوم وذات ليلة ...) ١ / ١٨٧.
وبعيدات بين أبو عبيد يقال : لقيته
بعيدات إذا لقيته بعد حين ، وقيل بعيدات حين أي بعيد فراق وذلك إذا كان الرجل يمسك
عن إتيان صاحبه الزمان ثم يأتيه ثم يمسك عنه نحو ذلك أيضا ثم يأتيه (ينظر اللسان
مادة (بعد) ١ / ٣١١.