قد يفعل
أصحابنا ذلك إذا كانت الزيادة مثبّتة لحال المزيد عليه. وذلك كقولك فى همز (أوائل)
: أصله (أواول) فلمّا اكتنفت الألف واوان ، وقربت الثانية منهما من الطرف ، ولم
يؤثر إخراج ذلك على الأصل ؛ تنبيها على غيره من المغيّرات فى معناه ، ولا هناك ياء
قبل الطرف منويّة مقدّرة ، وكانت الكلمة جمعا ثقل ذلك ، فأبدلت الواو همزة ، فصار
أوائل.
فجميع ما
أوردته محتاج إليه ، إلا ما استظهرت به من قولك : وكانت الكلمة جمعا ، فإنك لو لم
تذكره لم يخلل ذلك بالعلّة ؛ ألا ترى أنك لو بنيت من قلت وبعت واحدا على فواعل
كعوارض [١] ، أو أفاعل [من أوّل أو يوم أو ويح] كأباتر [٢] لهمزت كما تهمز فى الجمع.
فذكرك (الجمع)
فى أثناء الحديث إنما زدت الحال به أنسا ؛ من حيث كان الجمع فى غير هذا ممّا يدعو
إلى قلب الواو ياء فى نحو حقى [٣] ودلىّ ، فذكرته هنا تأكيدا لا وجوبا. وذكرك أنهم لم
يؤثروا فى هذا إخراج الحرف على أصله دلالة على أصل ما غيّر من غيره فى نحوه لئلا
يدخل عليك أن يقال لك : قد قال الراجز :