اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 168
فيكون قوله «عليه»
: اسم فعل أمر ، ومعناه ليلزم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ، و «بالصوم» : مفعول
به زادت معه الباء ، وهو حسن من جهة المعنى ، ولكنه ضعيف من جهة الصناعة ، وذلك
لأن الأصل في فعل الأمر أن يكون للمخاطب لا للغائب ، ولأن زيادة الباء مع المفعول
غير ثابتة في غير هذا الموضع حتى يحمل عليها ما هنا. [١]
الأصل في : «أو
مخرجيّ هم» [٣] : أو مخرجوي هم ، أي : بعد إسقاط النون للإضافة ، فاجتمعت
واو ساكنة وياء ، فأبدلت الواو ياء ، وأدغمت في الياء ، وأبدلت الضمة ، التي كانت
قبل الواو كسرة ، تكميلا للتخفيف ، كما فعل باسم مفعول «رميت» حين قيل فيه : «مرميّ»
، وأصله : مرمويّ.
ومثل : «مخرجيّ»
من الجمع المرفوع المضاف إلى ياء المتكلم ، قال أبو ذويب الهذليّ :
أودى بنيّ
وأودعوني حسرة
عند الرّقاد
وعبرة ما تقلع
و «مخرجيّ» :
خبر مقدم ، و «هم» : مبتدأ مؤخر ، ولا يجوز العكس ؛ لأن مخرجيّ
[١] انظر «شرح الرضي
للكافية» في (أسماء الأفعال) ، وتعليق «محمد محي الدين عبد الحميد» علي «أوضح
المسالك» ١ : ١٣٢ ، و «الكافي شرح الهادي» ١٣٨٩ ، و «شرح الشاطبي».
[٢] موارد المسألة : «شواهد التوضيح» : ١٣ ، و «شرح الشاطبي» ، و «شرح قطر
الندى» ٣٥٣ (الفاعل).
[٣] أخرجه «البخاري»
في «صحيحه» في (كتاب بدء الوحي) عن «عائشة» ١ : ٣ ، قال له ورقة :
«هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى ،
يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ : أو مخرجيّ هم؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن
يدركني يومك أنصرك نصرا موزّرا ...»
وفي «سيرة ابن هشام» ١ : ٢٠٤ قال «ورقة»
:
فيا ليتي إذا ما كان ذاكم
شهدت فكنت أوّلهم ولوجا
اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 168