اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 153
ومما يلحق
بالمثنى ما يصلح للتجريد ، ولا يختلف معناه ، بمعنى أنه مساو لمفرده [١] ، مثل «حوالينا» [٢] ، تقول : نزل فلان حولنا وحوالينا. وفي الحديث : «حوالينا
ولا علينا» [٣].
وفي «بلوغ
الأماني من أسرار الفتح الرباني» ٦ : ٢٣٨ : «حوالينا» قال الحافظ : بفتح اللام ،
وفيه حذف تقديره : اجعل ، أو أمطر ، والمراد به صرف المطر عن الأبنية والدور. (ولا
علينا) بيان للمراد بقوله : «حوالينا».
قال «الطيبي» :
في إدخال «الواو» هنا معنى لطيف ، وذلك أنه لو أسقطها لكان مستسقيا للآكام وما
معها فقط ، ودخول «الواو» يقتضي أن طلب المطر على المذكور ليس مقصودا لعينه ، ولكن
ليكون وقاية من أذى المطر ، فليست الواو مخلصة للعطف ، ولكنها للتعليل ، وهو
كقولهم : «تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها» [٤] ، فإن الجوع ليس مقصودا لعينه ، ولكن لكونه مانعا عن
الرضاع بأجرة إذا كانوا يكرهون ذلك أنفا. ا ه
[١] انظر «شرح
الشاطبي» (مبحث المثنى) و «الكافي شرح الهادي» ٤٩٠ ، و «همع الهوامع» مبحثي (المثنى)
و (المفعول فيه).
[٢] وفي «اللسان» (حول)
: قال «الأزهري» : يقال : رأيت الناس حواله ، وحواليه ، وحوله ، وحوليه.
فحواله وحدان حواليه ، وأما حوليه فهي
تثنية حوله. وفي حديث الاستسقاء : «اللهم حوالينا ولا علينا» ، يريد اللهم أنزل
الغيث علينا في مواضع النبات ، لا في مواضع الأبنية. من قولهم : رأيت الناس حواليه
، أي : مطيفين به من جوانبه.
[٣] أخرجه «البخاري»
في «صحيحه» في (كتاب الاستسقاء) ٧ : ٩٥ ، و «ابن ماجه» في «سننه» في (كتاب إقامة
الصلاة ـ باب ما جاء في الدعاء في الاستسقاء) ١ : ٤٠٤.
و «أحمد» في «مسنده» ٣ : ١٠٤ ، ١٨٧ ،
١٩٤ ، ٢٦١ ، ٢٧١ ، ٤ : ٢٣٦.
وانظر «فتح الباري» ١٠ : ٥٠٤.
[٤] مثل يضرب في
صيانة الرجل نفسه عن خسيس مكاسب الأموال.
انظر «الفاخر» : ١٠٩ ، و «مجمع الأمثال»
١ : ٢١٥.
اسم الکتاب : الحديث النبوي في النحو العربي المؤلف : محمود فجال الجزء : 1 صفحة : 153