اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 65
عوجا ، وهكذا قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ثم وجه إليه قائدا في أربعة آلاف ، وكان
من كندة ، وأمره أن يعسكر بالأنبار ولا يحدث شيئا حتى يأتيه أمره. فلما توجه إلى
الأنبار ، ونزل بها ، وعلم معاوية بذلك بعث إليه رسلا ، وكتب إليه معهم : إنك إن
أقبلت إلي وليتك بعض كور الشام ، أو الجزيرة ، غير منفس عليك ، وأرسل إليه
بخمسمائة ألف درهم ، فقبض الكندي ـ عدو الله ـ المال ، وقلب على الحسن عليهالسلام وصار إلى معاوية ، في
مائتي رجل من خاصته وأهل بيته.
وبلغ الحسن عليهالسلام [ذلك] فقام خطيبا
وقال : هذا الكندي توجه إلى معاوية وغدر بي وبكم ، وقد أخبرتكم مرة بعد أخرى أنه
لا وفاء لكم ، أنتم عبيد الدنيا ، وأنا موجه رجلا آخر مكانه ، وأنا أعلم أنه سيفعل
بي وبكم ما فعل صاحبه ، لا يراقب الله في ولا فيكم.
فبعث إليه رجلا من مراد في أربعة آلاف ،
وتقدم إليه بمشهد من الناس ، وتوكد عليه ، وأخبره أنه سيغدر كما غدر الكندي ، فحلف
له بالإيمان التي لا تقوم لها الجبال أن لا يفعل. فقال الحسن عليهالسلام : إنه سيغدر. فلما
توجه إلى الأنبار ، أرسل معاوية إليك رسلا ، وكتب إليه بمثل ما كتب إلى صاحبه وبعث
إليه بخمسمائة ألف درهم ، ومناه أي ولاية أحب من كور الشام ، أو الجزيرة ، فقلب
على الحسن عليهالسلام
، وأخذ طريقة إلى معاوية ، ولم يحفظ ما أخذ عليه من العهود ،
وبلغ الحسن عليهالسلام ما فعل المرادي.
فقام خطيبا وقال : قد أخبرتكم مرة بعد مرة أنكم لا تفون لله بعهود ، وهذا صاحبكم
المرادي غدر بي وبكم ، وصار إلى معاوية.
ثم كتب معاوية إلى الحسن عليهالسلام : يا ابن عم ، لا
تقطع الرحم الذي بيني وبينك ، فان الناس قد غدروا بك وبأبيك من قبلك.
فقالوا : إن خانك الرجلان وغدرا ، فانا
مناصحون لك.
فقال لهم الحسن عليهالسلام : لأعودن هذه المرة
فيما بيني وبينكم ، وإني لأعلم أنكم غادرون ، والموعد ما بيني وبينكم ، إن معسكري
بالنخيلة ، فوافوني هناك ، والله
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 65