اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 64
فبعث إليه رجلا من مراد في أربعة آلاف ،
وتقدم إليه بمشهد من الناس ، وتوكد عليه ، وأخبره أنه سيغدر كما غدر الكندي ، فحلف
له بالأيمان التي لا تقوم لها الجبال أنه لا يفعل. فقال الحسن عليهالسلام : إنه سيغدر. فلما
توجه إلى الأنبار ، أرسل معاوية إليه رسلا ، وكتب إليه بمثل ما كتب إلى صاحبه وبعث
إليه بخمسمائة ألف درهم ، ومناه أي ولاية أحب من كور الشام ، أو الجزيرة ، فقلب
على الحسن عليهالسلام
وأخذ طريقه إلى معاوية ، ولم يحفظ ما أخذ عليه من العهود ،
وبلغ الحسن عليهالسلام ما فعل المرادي ...
وكتب أكثر أهل الكوفة إلى معاوية ، فإنا معك ، وإن شئت أخذنا الحسن وبعثناه إليك ،
ثم أغاروا على فسطاطه وضربوه بحربة).
ثم كتب جوابا لمعاوية : إنما هذا الأمر
لي ، والخلافة لي ولأهل بيتي ، وإنها محرمة عليك وعلى أهل بيتك ، سمعته من رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، والله لو وجدت صابرين عارفين بحقي غير منكرين ما سلمت لك ولا أعطيتك ما تريد). [١]
أقول
: وهذه هي رواية الراوندي عن الحارث
الهمداني. وهي بتمامها كما يلي :
قطب الدين الراوندي (ت
٥٧٣ هـ) في كتابه الخرائج والجرائح :
قال روي [عن] الحارث الهمداني قال :
لما مات علي عليهالسلام ، جاء الناس إلى
الحسن بن علي عليهماالسلام
فقالوا له : أنت خليفة أبيك ، ووصيه ، ونحن السامعون المطيعون لك ، فمرنا بأمرك.
قال عليهالسلام
: كذبتم ، والله ما وفيتم لمن كان خيرا مني فكيف تفون لي؟!
إن كنتم صادقين؟ فموعد ما بيني وبينكم
معسكر المدائن ، فوافوني هناك.
فركب ، وركب معه من أراد الخروج ، وتخلف
عنه خلق كثير لم يفوا بما قالوه ، وبما وعدوه ، وغروه كما غروا أمير المؤمنين عليهالسلام من قبله.
فقام خطيبا وقال : قد غورتموني كما
غررتم من كان قبلي ، مع أي إمام تقاتلون بعدي؟! مع الكافر الظالم ، الذي لا يؤمن
بالله ، ولا برسوله قط ، ولا أظهر الإسلام هو ولا بنو أمية إلا فرقا من السيف؟!
ولو لم يبق لبني أمية إلا عجوز درداء لبغت دين الله
[١] الخراساني ، الشيخ
وحيد ، منهاج الصالحين
، ج ١ ص ٣٣٦.
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 64