اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 217
الصلبة التي استند
إليها الحسن عليهالسلام
لتحقيق أهدافه في الصلح ، وجعلت معاوية يعاني جهدا نفسيا كبيرا مدة تسع سنوات ، ليظهر
بمظهر الحليم ، ويتحمل انتشار أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله
في حق علي عليهالسلام
، وانتشار سيرته المشرقة في الشام وغيرها ، ويكرم وجوه أصحابه وهم ألدّ أعدائه.
وضع معاوية في حسابه ان يبذل كل جهده
لتغيير وجهة الولاء الفكري والسياسي في الكوفة الذي كان لصالح علي وولده الطاهرين عليهمالسلام ، وتحويلها إلى
مدينة موالية لبني أمية ، وليس من شك انه أمر عسير جدا ، ودونه عقبات كؤود أهمها
عقبتان اثنتان بعد ان تخلص من الحسين عليهالسلام
وهما :
١. الجيش [١]
والشرطة فان النسبة الغالبة منهم ان لم يكونوا كلهم شيعة علي عليهالسلام.
٢. الوجوه البارزة في المجتمع واغلبهم
من الشيعة وفيهم رموز العلم والتقوى أمثال : حجر بن عدي الكندي وعمرو بن الحمق
الخزاعي وغيرهما من الصحابة والتابعين.
الجيش والشرطة :
اعتمد معاوية في خطته لغربلة الجيش وقوى
الأمن الداخلي في الكوفة من كل شيعي فيه واستبداله بشيعة بني أمية بمرحلتين
أساسيتين :
المرحلة الأولى في
حياة الحسن عليهالسلام
:
ويبدو ان اهم وسيلة اعتمدها معاوية في
هذه المرحلة ، هي مقاتلة الخوارج وملاحقتهم ، فان المخلصين والواعين من الشيعة
كانوا يمتنعون من مقاتلة الخوارج ، للكلام المأثور عن علي عليهالسلام : (لا تقاتلوا
الخوارج بعدي ، فانه ليس من طلب الحق فاخطأه كمن عرف الباطل وأصابه) [٢]
، وقال عليهالسلام
: (إن خرجوا على إمام عادل
[١] كانت مجموع
المقاتلة ستين ألف وكان المقاتلة الفعليون كل سنة عشرة آلاف.
[٢] قال ابن عبد البر
في
الاستيعاب بترجمة خالد بن عرفطة : (لما سلم الأمر
الحسن لمعاوية) خرج عليه عبد الله بن أبي الحوساء في جمادي سنة ٤١ بالنخيلة ، فبعث
إليه معاوية خالد بن عرفطة العذري حليف بن زهرة في جمع من أهل الكوفة (أيضا خليفة
بن خياط ، تاريخ خليفة بن خياط
، تحقيق د.
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 217