اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 216
أقول :
وقد بقيت آثار التربية أيضا في بعض
البلدان فلم يعد أهلها يتحملون سماع فضيلة لعلي عليهالسلام
حتى من محدِّثسهم.
روى الذهبي في ترجمة ابن السقاء : الحافظ
الامام محدِّث واسط أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ، وقال علي بن
محمد الطيب الجلابي في تاريخه ابن السقاء من أئمة الواسطيين والحفاظ المتقنين ، توفي
في جمادي الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة ، قال السلفي : سألت الحافظ خميسا
الحوزي عن ابن السقاء؟ فقال : هومن مزينة مضر ولم يكن سقاء بل لقب له من وجوه
الواسطيين وذوي الثروة والحفظ ، رحَل به أبوه فأسمعه من أبي خليفة وأبي يعلى وابن
زيدان البجلي والمفضل بن الجندي ، وبارك الله في سنه وعلمه ، واتفق انه أملى حديث
الطير فلم تحتمله نفوسهم ، فوثبوا به واقاموه وغسلوا موضعه فمضى ولزم بيته ، فكان
لا يحدث أحدا من الواسطيين ، فلهذا قال حديثه عندهم وتوفي سنة إحدى وسبعين وثلاث
مائة. قال الذهبي : حدثني ذلك شيخنا أبو الحسن المغازلي. [١]
وقد بقيت تربية الإنحراف في دمشق عن علي
عليهالسلام
بشكل ظاهر ، بعد اكثر من قرن ونصف من قيام الدولة العباسية ، قال الامام النسائي [٢]
(لما سئل عن سبب تصنيف كتابه الخصائص) قال : (دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير
، وصنف كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم الله). [٣]
خطة معاوية لتصفية التشيّع في الكوفة
عقبتان أمام مخطط
معاوية بعد وفاة الحسن عليهالسلام
:
كان للكوفة في نظر معاوية اكثر من جُرم
، فقد انطلقت منها الشرارة الأولى في الاعتراض على سياسة ولاة عثمان ، ثم هي مركز
أنضار علي وشيعته ، وهي القاعدة