عمّي وجهدت أن تردّه
فما قدرت حتّى بلغ عمّه مسرعاً ، فرفع أبجر بن كعب السيف وقيل حرملة بن
كاهل لعنهما لله ليضرب الحسين على رأٍه فرفع الغلام يده وقال له : يابن
الخبيثة ، أتريد قتل عمّي ، فوقع السيف على يده فقطع يده وإذا هي معلّقة ،
فارتفعت صيحته : يا أُمّاه قطعوا يدي ، فأخذه الإمام عليه السلا في
إحضانه وقال : يا بني ، اصبر على ما أصابك فإنّه لخير أُريد بك ، وسيلحقك
الله بآبائك الأطهار ، وما زال به حتّى جائه سهم من حرملة بن كاهل لعنه
الله فاستشهد الغلام في حجر عمّه.
وقال في المنتخب : ولمّارأته زينب على
هذه الحال صاحت منادية : ليتني كنت تحت أطباق الثرى قبل أن أرى هذا اليوم ،
وليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت من فوقها.
وفي إرشاد المفيد : ثمّ رفع الحسين عليهالسلام يده وقال : اللّهمّ
فإن متّعتهم إلى حين ففرّقهم فرقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا تُرض الولاة عنهم أبداً ، فإنّهم دعونا
لينصرونا ثمّ عدوا علينا فقتلونا .. [١].