في
بكاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على الحسين عليهالسلام
وأنّ البكاء والرقّة
من شأن المعصوم
العجب كل العجب ممن يزعم أنّ المعصوم عليهالسلام لا يبكي ، أو أنّ
البكاء لا يليق له وليس من شأنه ، فاذا خطر مثل هذا في البال فهو وهم صرف ، إذ أنّ
البكاء والرقة من صفات المعصوم عليهالسلام
، كما أنّ الرحمة والرقة مودوعة في قلب كل نبي وكل معصوم ، بل وكل مؤمن فضلاً عن
النبي والمعصوم ، اُنظر الى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وقد دلت الأخبار المتواترة أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
بكى في مواطن كثيرة ، كان أولها «يوم اُحد» ، وذلك لما رأى عمّه الحمزة عليهالسلام قتيلاً ورأى ما مثل
به شهق [١].
ذكر ابن أبي الحديد : أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
كان يومئذٍ إذا بكت عمّته صفيّة يبكي ، وإذا انشجت ينشج ، وكذلك لما رأى ابنته
فاطمة عليهاالسلام
تبكي على عمّها بكى [٢].
وذكر أحمد ابن حنبل : أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
لما رجع من «احد» فجعلت نساء الأنصار يبكين على من قتل من أزواجهن ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «ولكن عمّي حمزة لا
[١]المستدرك الحاكم :
٣ / ١٩٥ ، وانظر أيضاً : المحب الطبري في ذخائر العقبى : ١٨٠ ، والهيثمي في مجمع
الزوائد : ٦ / ١١٨ ـ باب مقتل حمزه عليهالسلام.
[٢]شرح نهج البلاغة
لابن أبي الحديد : ١٥ / ١٧ ـ الباب (١٩).