إلی
الیأس {6} إذا کان فی الحضر {7}، و فی البریة یکفی الطلب غلوة سهم فی
الحزنة و لو لأجل الأشجار، و غلوة سهمین فی السهلة فی الجوانب الأربعة {8}،
بشرط احتمال وجود الماء فی الجمیع، و مع العلم بعدمه _____________________________ و
ما یتوهم أنّ المراد من عدم الوجدان صرف عدم الوجود و هو یصدق بعدمه و لو
قبل الفحص. مرود: لأنّه مع احتمال الظفر علیه بحسب الفحص المتعارف لا یصدق
عدم الوجدان لا عرفا و لا شرعا، بل و لا عقلا، إذ المراد به عدمه فی موارد
احتمال وجوده لا عدمه عنده فقط و ذلک لا یتحقق إلّا بالفحص. {6} لأنّ
الأصل فی کلّ فحص أن یکون إلی الیأس- الذی هو عبارة أخری عن العجز العرفی
عن التمکن عن امتثال التکلیف- إلّا أن یدل دلیل علی الخلاف من تحدید شرعیّ
أو حرج أو خوف أو ضیق وقت أو نحو ذلک، و لا اختصاص لذلک بالحضر، بل هو شامل
لجمیع موارد احتمال وجود الماء، کما فی جمیع موارد الفحص عن الأغراض و
المقاصد العقلائیة حیث یتفحص لبلوغ المقاصد و الأغراض حتّی حصول الیأس
العادی لهم عن الوصول إلیها ثمَّ یأخذون بالبدل إن کان لها بدل و إلّا
فیحکمون بتحقق العجز و سقوط التکلیف. {7} لما مرّ من أنّ مقتضی القاعدة
وجوب الفحص مطلقا حتّی الیأس عن الظفر به إلّا إذا ورد تحدید من الشارع، و
لم یرد منه بالنسبة إلی الحضر. {8} نصّا و إجماعا، ففی خبر السکونی عن
جعفر بن محمد عن أبیه عن علیّ قال علیه السّلام: «یطلب الماء فی السفر إن
کانت الحزونة فغلوة و إن کانت سهلة فغلوتین لا یطلب أکثر من ذلک» [1]. و
المنساق منه عرفا هو الطلب فی موارد احتمال وجود الماء، و هی لا تخرج عن
الجوانب الأربع، فهو بالدلالة الالتزامیة العرفیة یدل علی الطلب فی الجوانب
الأربع کما أنّ إطلاقه یشمل ما لو کانت الحزنة لأجل الأشجار- و الحزن ما
غلظ من الأرض خلاف السهل- و الظاهر أنّ الطالب فی هذا المقدار یطلع علی
محیط [1] الوسائل باب: 1 من أبواب التیمم حدیث: 2.