مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام - السبزواري، السيد عبد الأعلى

اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى الجزء : 2 صفحة : 74

.....
_____________________________
إجماع علی الخلاف، و لا إجماع کذلک. و فی صحیح ابن جعفر عن أخیه علیه السلام:
«عن البواری یصیبها البول، هل تصلح الصلاة علیها إذا جفت من غیر أن تغسل؟ قال علیه السلام نعم، لا بأس» [1]، و فی آخر عنه علیه السلام «عن البواری یبلّ قصبها بماء قذر أ یصلّی علیها؟ قال: إذا یبست فلا بأس» [2].
و المنساق من إطلاق الصلاة علیها صحة السجود علیها، خصوصا فی الأزمنة القدیمة التی کانوا یسجدون علی الحصر و البواری غالبا فلا بد و أن یراد بالیبس و الجفاف ما إذا کانا بالشمس.
و أما صحیحة الثالث «عن البیت و الدار لا تصیبهما الشمس و یصیبهما البول و یغتسل فیهما من الجنابة أ یصلّی فیهما إذا جفّا؟ قال علیه السلام: نعم» [3].
فلا ربط له بالمقام، لأنّ لفظ (فیهما) قرینة ظاهرة علی أنّ المراد مکان المصلّی و محلّ الصلاة، لا محلّ سجوده فی مکان المصلّی إذا لم تکن النجاسة مسریة، کما یأتی.
ثمَّ إنّه قد نقل عن جمع من أهل اللغة: اتحاد الحصیر و الباریة، و فی کاشف اللثام: «إنّی لم أعرف فی اللغة فرقا بینهما».
أقول: لا إشکال فی أنّ لها أنواعا و أقساما فی کلّ عصر و زمان، و غلبة بعض الأنواع فی بعض الأزمان أو فی بعض الأماکن لا توجب الاختصاص به.
فما قیل باختصاص الباریة بما عمل من القصب، و الحصیر بغیره. إن کان لأجل الغلبة الوجودیة الخارجیة، فلا یکون ذلک منشأ للاختصاص، و إن کان لأجل ذکر الباریة فی الصحیحین [4] فهو من باب المثال.
و قال فی الجواهر: «إن لم نقل بشمولها له (أی البوریا للحصیر) لغة أمکن إلحاقه بها، إلقاء للخصوصیة بقرینة فهم الأصحاب». و أرسل فی المستند

[1] الوسائل باب: 29 من أبواب النجاسات حدیث: 3.
[2] الوسائل باب: 30 من أبواب النجاسات حدیث: 2.
[3] الوسائل باب: 30 من أبواب النجاسات حدیث: 1.
[4] الوسائل باب: 29 و باب: 30 من أبواب النجاسات حدیث: 3 و 2.

اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى الجزء : 2 صفحة : 74

صيغة PDF

شهادة

الفهرست