سواء کانت القربة مستقلّة و الرّیاء تبعا، أو بالعکس، أو کان کل منهما مستقلا، و سواء کان الریاء فی أصل العمل أم فی کیفیاته أم فی _____________________________ فیما لا یؤکل لحمه من قوله علیه السلام: «لا تقبل تلک الصلاة حتی یصلّی فی غیره» [1]، و ما ورد فی عدم قبول من صلّی بغیر طهور [2]. الرابعة:
لا ریب فی أنّ الریاء فی غیر العبادات من مذام الصفات، بل مقتضی إطلاق بعض
الأخبار حرمته، و لکنه لا یوجب بطلانها، فلو غسل ثوبه ریاء أو أدی دینه
کذلک یطهر الثوب، و تفرغ الذمة، کما أنّ جملة من المجاملات التی یتوقف
إتیانها علی إراءة الغیر لا تعد من ذمائم الصفات، و إن قصد بها الریاء، بل
قد تکون من محامدها. الخامسة: الخطرات التی تخطر فی القلب لا تکون من
الریاء خصوصا مع تأذی صاحبها، کما أنّ سرور الشخص بحسناته لا یکون منه و قد
ورد فی الحدیث: «من سرته حسنته و ساءته سیئته فهو مؤمن» [3]. السادسة: أقسام رؤیة الناس ثلاثة: (الأول): صدور العمل العبادی من شخص و رؤیة الناس له. (الثانی): إتیان العمل العبادی لإراءة الناس. (الثالث): إتیان العمل العبادی تقربا إلی اللّٰه تعالی مع قصد تعلیم الناس و ترغیبهم إلیه. و
الأول صحیح و مطلوب للشارع، قال الصادق علیه السلام: «کونوا دعاة للناس
بغیر ألسنتکم، لیروا منکم الورع، و الاجتهاد، و الصلاة، و الخیر، فإنّ ذلک
داعیة» [4]. [1] الوسائل باب: 2 من أبواب لباس المصلّی حدیث: 1. [2] الوسائل باب: 2 من أبواب الوضوء حدیث: 4. [3] الوسائل باب: 24 من أبواب مقدمة العبادات حدیث: 1. [4] الوسائل باب: 16 من أبواب مقدمة العبادات حدیث: 2.