و
کذا لا یجب قصد الموجب من بول أو نوم {132} کما مرّ. نعم، قصد الغایة
معتبر فی تحقق الامتثال {133}، بمعنی: أنّه لو قصدها یکون ممتثلا للأمر
الآتی من جهتها {134}، و إن لم یقصدها یکون أداء للمأمور _____________________________ بقوله تعالی إِذٰا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلٰاةِ فَاغْسِلُوا [1] و قوله علیه السلام: «إذا دخل الوقت وجب الطهور و الصلاة» [2]. فهو
باطل أیضا بأنّ سیاق مثلهما سیاق شرطیة الطهارة للصلاة، و لا یدل علی
اعتبار الاستباحة أبدا، و لهم وجوه أخر باطلة من شاء، فلیراجع المطولات. ثمَّ إنّ الفرق بین الرفع و الاستباحة: أنّ الأول من صفة الوضوء بذاته. و الثانی صفة ما یشترط فیه الوضوء. {132}
أما عدم اعتبار قصد الغایة، فلأنّ الوضوء مستحب نفسیّ، کما مر. و أما عدم
اعتبار قصد الموجب، فلما تقدم من إطلاق الأدلة اللفظیة و الفعلیة، و
البراءة النقلیة و العقلیة، و تقدم فی [مسألة 4] من فصل الوضوءات المستحبة
ما ینفع المقام. {133} تقدم نظیر المقام فی [مسألة 6] من فصل الوضوءات
المستحبة و یأتی أیضا فی [مسألة 31] و تعبیره رحمه اللّٰه فیهما أوضح مما
فی المقام کما لا یخفی فراجع. ثمَّ إنّه لا ریب فی أنّ العبادات متقومة
بالقصد، فلا یتحقق امتثالها الا به علی ما تقدم تفصیله. و الوضوء عبادة
نفسیة، و غیریة، فإن قصدهما المکلف یتحقق الامتثال بالنسبة إلیهما، و الا
فبالنسبة إلی المقصود فقط، و یمکن أن یتحقق فیه امتثالات عدیدة لأنّ غایاته
کثیرة. {134} و لو قصدا إجمالیا ارتکازیا، فمن یعلم أنّ بالوضوء تباح
غایات کثیرة، و کان متوجها إلی ذلک، و لو إجمالا مع بنائه علی الإتیان بها
لو لم یمنعه مانع، یکون امتثالا بالنسبة إلی الجمیع و یثاب علیها، بل قصد
الأمر المقدمی من [1] المائدة آیة: 6. [2] الوسائل باب: 4 من أبواب الوضوء.