لو جفّ العضو السابق علی العضو الذی یرید أن یشرع فیه، الأحوط الاستئناف {106}، و إن بقیت الرطوبة فی العضو السابق علی السابق. و
اعتبار عدم الجفاف إنّما هو إذا کان الجفاف من جهة الفصل بین الأعضاء أو
طول الزمان. و أما إذا تابع فی الأفعال و حصل الجفاف من جهة حرارة بدنه، أو
حرارة الهواء أو غیر ذلک فلا بطلان {107}، فالشرط فی الحقیقة أحد الأمرین:
من التتابع العرفی، و عدم الجفاف {108}. و ذهب بعض العلماء إلی وجوب الموالاة بمعنی التتابع، و إن کان لا یبطل الوضوء {109} بترکه إذا حصلت الموالاة بمعنی عدم _____________________________ {106}
لاحتمال أن یکون المراد بقوله علیه السلام فی الموثق: «حتّی یبس وضوؤک»
یبس ماء العضو السابق، لا یبس ماء تمام الأعضاء. و لکنه خلاف الظاهر، إذ
الظاهر منه یبس تمام الأعضاء، و لذا قال علیه السلام: «یبس وضوؤک» و مع یبس
العضو السابق فقط دون بقیة الأعضاء، لا یصدق یبس الوضوء بقول مطلق. و مع
الشک فالمرجع استصحاب الصحة، کما فی الشک فی انقطاع الموالاة فی الصلاة. {107}
لأنّه لا موضوعیة لنفس الجفاف من حیث هو فی البطلان و إنّما هو طریق لفوت
الموالاة، و المفروض تحقق الموالاة، فلا أثر للجفاف حینئذ. {108} قد تقدم وجهه. {109}
نسب هذا القول إلی جمع، منهم السید، و الشیخ رحمه اللّٰه، فذهبوا إلی وجوب
المتابعة العرفیة نفسیا، تمسکا بظاهر قول الصادق علیه السلام فی خبر
الحلبی: «أتبع وضوءک بعضه بعضا» و نحوه غیره، فیصح الوضوء مع عدم الجفاف و
ترک المتابعة العرفیة و إن أثم بترکها. و فیه: أنّ المنساق من مثل هذه
التعبیرات، الإرشاد إلی الشرطیة. و عن صاحب الجواهر فی بعض کلماته: «إنّ الأصل فی الأوامر المتعلقة بالمرکبات، الغیریة إلا ما خرج بالدلیل». و هو کلام حسن.