responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 2  صفحة : 408

.....
_____________________________
القدرة الشرعیة علیها و تتبدل إلی الطهارة الترابیة بلا إشکال و لو لم تنحصر فیه فیصح الأمر بالطهارة المائیة، لکونها مقدورة حینئذ. و لا أمر بالطهارة الترابیة، لعدم الموضوع لها، مع التمکن من الطهارة المائیة.
الرابع: لاشتمال العبادة علی المبغوض مراتب متفاوتة:
منها: ما یکون المبغوض من مقوّماتها الداخلیة عرفا.
و منها: ما یکون من المقدّمات، أو اللواحق علی اختلافها قربا و بعدا. و لا إشکال فی بطلان العبادة فی الأولی، لصحة استناد المبغوضیة إلی العبادة فی هذه الصورة، و کذا فی المقدمات القریبة، بحیث یصح انتساب المبغوضیة إلی العبادة عرفا و عند المتشرعة. و أما إذا کانت المبغوضیة بحیث یصح سلبها عن العبادة، فلا وجه للبطلان. و أما مع الشک فالقول بالبطلان مبنیّ علی عدم جریان الإطلاقات بدعوی أنّ التمسک بها تمسک بالدلیل فیما لم یحرز الموضوع، فمقتضی قاعدة الاشتغال البطلان حینئذ. و لکن یمکن أن یقال: إنّه لیس التمسک بالإطلاقات تمسکا فی الشبهة الموضوعیة، لأنّ المتشرعة یرون الموضوع عبادة، و مجرد الاحتمال لا یوجب سلب الموضوع أو الشک بما یوجب التردد فی الموضوع عرفا فیه، بل تجری أصالة الصحة و عدم المانع، فتشمله العمومات و الإطلاقات لا محالة.
ثمَّ إنّه یعلم مما ذکرنا أنّه إن لم یکن الماء مباحا تبطل الطهارة، لأنّه من مقوّمات الطهارة المائیة عرفا، و کذا الفضاء الذی یتطهّر فیه، و کذا ظرف الماء إن کانت الطهارة بمجرد الرمس فیه و عدّ ذلک تصرفا أو بمجرد الصب به. و لو کانت بنحو الاغتراف منه، فیمکن التصحیح و إن أثم، کما تقدم [1].
و أما المکان- بمعنی الموقف- فلا ریب فی عدم کونه من مقوماتها الداخلیة و لا من مقارناتها. نعم، هو من لوازم الجسم، فیکون من اللوازم الخارجیة للوضوء، فمع الانحصار لا أمر فی البین لعدم القدرة الشرعیة، فیجب التیمم.
و مع عدمه لا إشکال فی توجه التکلیف بالوضوء، فمع إمکان التفکیک بین اللوازم

[1] تقدم فی صفحة: 161 و ما بعدها.
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 2  صفحة : 408
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست