[ (مسألة 37): إذا علم بعد دخول الوقت أنّه لو أخر الوضوء و الصلاة یضطر إلی المسح علی الحائل]
(مسألة 37): إذا علم بعد دخول الوقت أنّه لو أخر الوضوء و الصلاة یضطر
إلی المسح علی الحائل، فالظاهر وجوب المبادرة إلیه فی غیر ضرورة التقیة، و
إن کان متوضئا و علم أنّه لو أبطله یضطر إلی المسح علی الحائل لا یجوز له
الإبطال {150} و إن کان قبل دخول _____________________________ فیسقط
الحکم الواقعی، ملاکا و خطابا، کما یظهر من قول أبی عبد اللّٰه علیه
السلام فی صحیح ابن سالم: «وَ یَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّیِّئَةَ. قال
علیه السلام:
الحسنة التقیة، و السیئة الإذاعة» [1]. و عنه علیه السلام: «لا دین لمن لا تقیة له» [2]. فطبق
علیه السلام السیئة و عدم الدّین علی ترک التقیة، و مثلهما قوله علیه
السلام: «لا إیمان لمن لا تقیّة له» [3]، و قول أبی جعفر علیه السلام: «لا
خیر فیمن لا تقیة له» [4]. إلی غیر ذلک من التعبیرات المقتضیة لسقوط الواقع، بل مبغوضیة الإتیان به فی مورد التقیة. و
الشقوق المتصورة فی المقام أربعة: بقاء الواقع ملاکا و خطابا، و لا موضوع
للتقیة، کما تقدم. و سقوطه کذلک. و البقاء ملاکا فقط. و البقاء خطابا کذلک،
و مقتضی ظواهر أدلة التقیة هو الثانی، و الأخیر باطل قطعا، و الثالث لا
دلیل علیه، بل هو خلاف ظواهر أدلة التقیة. {150} لأنّ تأخیر الوضوء فی
الصورة الأولی، و الإبطال فی الثانیة تفویت للمصلحة الفعلیة الممکنة
التحصیل و هو حرام. و لکن لو فعل الحرام و مسح علی الحائل یصح وضوؤه، لظهور
تسالمهم علی صحة التکالیف الاضطراریة و لو حصل الاضطرار بسوء الاختیار، و
یأتی فی الجبائر ما ینفع المقام.
[1] الوسائل باب: 24 من أبواب الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر حدیث: 1. [2] الوسائل باب: 24 من أبواب الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر حدیث: 2. [3] الوسائل باب: 24 من أبواب الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر حدیث: 6. [4] الوسائل باب: 24 من أبواب الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر حدیث: 17.