..... _____________________________ الأحکام مبنیة علیها. و أما بنظر العرف المبتنی علیه الأحکام، فیعتبر التعدد فی ظرف تعدد الجهة، و هذا المقدار یکفی فی رفع المحذور. و
منها: أنّ الاختلاف فی الوجوب و الندب بحسب الکیفیة، فیکون الوجوب وصفا
لذات المقدمة فعلا، و الندب غایة من غایاتها المترتبة علیها و لا تنافی
بینهما، فیقصد المکلف بطهارته الوجوب الوصفیّ، و الندب الغائیّ و لا محذور
فیه. و یرد علیه أولا: أنّه کما یمکن فرض الوجوب وصفا و الندب غایة یمکن
فرض العکس أیضا و لا تعین للأول، و ثانیا: المشهور أنّ ذات المقدمة من حیث
هی تتصف بحکم ذیها وجوبا أو ندبا، لا أنّه من الغایات المترتبة علیها،
فیبقی المحذور بحاله. الا أن یقال: إنّه لا دلیل علی مقالة المشهور، و
حیثیة الوصفیة و حیثیة الغائیة حیثیتان مختلفتان یعتبر العرف بها تعدد
المقدمة تعددا اعتباریا، و هذا المقدار یکفی فی رفع المحذور. (و منها):
أنّ الاجتماع ملاکیّ لا فعلیّ خارجیّ. و لا تنافی بین الملاکین لکونهما من
مجرد الاقتضاء فقط. (و فیه): أنّه خلاف الفرض، لأنّ الإشکال إنّما یرد علی
فرض لحاظ الوجوب و الندب الفعلیین. (و منها): أنّ الندب إنّما ینافی
الوجوب إذا لوحظ بحدّه الخاص الذی هو الترخیص فی الترک. و أما إذا لوحظ ذات
الطلب الموجود فیه من حیث هو مع قطع النظر عن حدّه الخاص، فلا تنافی بینه و
بین الوجوب، کما أنّ الخمسة إنّما تباین العشرة إن لوحظت بقید الخمسة، و
أما إن لوحظت بذاتها فتلائم العشرة حینئذ، فکذا المقام. و الظاهر أنّ
الإیکال إلی مرتکزات عوام المتشرعة أولی من هذه التکلفات، إذ ربّ مبیّن
عرفی یصیر متشابها إذا أرید تطبیقه علی المغالطات و المتشابهات، و قد جرت
السیرة من المسلمین قدیما و حدیثا علی التوضی لغایات مختلفة واجبة و مندوبة
وضوءا واحدا، و أدل الدلیل علی إمکان الشیء وقوعه خارجا و دعوی: أنّهم یقصدون خصوص الغایة الواجبة. بلا شاهد، بل یعترفون بخلافه.