responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 2  صفحة : 284

.....
_____________________________
اتصافها بالشدة مع التجدید، لقوله علیه السلام: «الوضوء علی الوضوء نور علی نور» [1] فإن حصلت تلک الطبیعة تحصل بالنسبة إلی تمام الغایات، و إلا فلا تحصل بالنسبة إلی الجمیع أیضا، إذ لا وجه للتبعیض فیها، فالوضوء بموجبة و أثره لا تبعیض فیه، بل یتصف بالوجود تارة، و بالعدم أخری، و لا یتصف بالتبعیض موجبا و أثرا، و قد تطابقت الأدلة علی أنّ المعتبر فی الغایات، واجبة کانت أو مندوبة، صحة أو کمالا، إنّما هو الطهارة، فراجع أخبار الباب [2] تجد أکثر من ثلاثین خبرا تعلق الحکم فیها علی الطهارة و ما یتفرع منها من مشتقاتها.
نعم، تعلق الحکم بالوضوء فی جملة منها [3] أیضا، و لکن تقدم أنّ الوضوء مع تحقق الشرائط و فقد الموانع من التولیدیات لحصول الطهارة و لا فرق فیها بین تعلق الحکم بالسبب أو بالمسبب. و حینئذ إذا توضأ المحدث لغایة من الغایات تحصل الطهارة لجمیعها قهرا، قصدها أم لا، بل و لو قصد عدم حصولها لسائر الغایات، ما لم یخل بالقربة، و لم یرجع إلی التشریع المبطل.
و یمکن الاستدلال بالشکل الأول البدیهیّ الإنتاج. بأن یقال: الطهارة حاصلة و صحیحة بهذا الوضوء فعلا، و کل ما حصلت الطهارة و صحت فعلا یصح بها جمیع الغایات المشروطة بها، فیصح جمیع الغایات بهذا الوضوء. هذا بناء علی کون کل واحد من الحدث الأصغر و الطهارة منه بسیطا، و کذا بناء علی عدم البساطة فیهما، لأنّ الوضوءات البیانیة و الإطلاقات الواردة فی هذا الأمر العام البلوی لجمیع المکلفین فی کل یوم و لیلة مرّات عدیدة، و عدم الإشارة فیها إلی اختصاص الطهارة بخصوص رفع الحدث الذی توضأ منه تدل علی أنّ الطهارة الحاصلة من کل حدث طهارة لجمیع الغایات المطلوبة فیها الطهارة مطلقا.
هذا مع أنّ اختصاص الطهارة بخصوص الغایة المقصودة تضییق مناف لسهولة الشریعة التی دلت علیها الأدلة الکثیرة. و یمکن الرجوع فیه إلی البراءة،

[1] تقدم فی صفحة: 280.
[2] راجع الوسائل باب: 1 و 4 و 9 و 10 من أبواب الوضوء و هناک أخبار کثیرة علق الحکم فیها علی الطهارة.
[3] راجع الوسائل باب: 1 من أبواب الوضوء حدیث: 2 و 5 و غیرهما.
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 2  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست