مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام - السبزواري، السيد عبد الأعلى

اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى الجزء : 2 صفحة : 285

المشروطة به {35}، بخلاف الثانی و الثالث، فإنّهما إن وقعا علی نحو ما قصدا لم یؤثّرا إلا فیما قصدا لأجله {36}. نعم، لو انکشف الخطأ بأن کان محدثا بالأصغر- فلم یکن وضوؤه تجدیدیا، و لا مجامعا للأکبر- رجعا إلی الأول {37}.
_____________________________
لأنّه قید زائد مشکوک فیه، فتطابقت أصالتا الإطلاق و البراءة علی أنّ الطهارة إذا حصلت لغایة تحصل لجمیع الغایات.
{35} لأنّه إما أن تحصل به الطهارة أو لا، و الثانی خلف، و علی الأول، إما أن تجب معها طهارة أخری، أو لا، و الأول تحصیل للحاصل، و الثانی هو المطلوب، فیستباح بها جمیع الغایات المشروطة به.
{36} أما فی الوضوء التجدیدی، فلأنّه لا غایة له وراء ذاته، فلا یتصور فیه البحث عن الوقوع لبعض الغایات دون البعض. نعم، لو انکشف أنّه کان محدثا یجری فیه ما تقدم. و أما المجامع للحدث الأکبر، فالظاهر أنّه کسائر الوضوءات یکتفی به لسائر الغایات المطلوبة منه ما لم ینقض، لأنّ المتفاهم من دلیله أنّه من طبیعة الوضوء المعهودة فی الشریعة، إلا کونه مجامعا للحدث الأکبر، فیجری فیه جمیع ما تقدم، و کونه مجامعا للحدث الأکبر لا یوجب کونه مغایرا لطبیعة الوضوء، فیکتفی بوضوء الجنب لأکله، و نومه، و شربه، و جماعه، و بوضوء غاسل المیت لتکفینه و تدفینه.
{37} لأنّ الظاهر من الأدلة أنّ الوضوء مطلقا حقیقة واحدة، و أنّه فی رفعه للحدث مع تحقق الشرائط و فقد الموانع من الوضعیات غیر المنوطة بالقصد و الاختیار، بل یکفی القصد بالنسبة إلی ذات الغسلات و المسحات فقط، و لا یعتبر قصد رفع الحدث، و لا الالتفات إلیه، فإن صادف الحدث رفعه، و الا یکون تجدیدیا. و کذا من کان معتقدا بأنّه محدث بالحدث الأکبر و توضأ لا یکون اعتقاده مغیّرا لحقیقة الوضوء، و الظاهر من الأدلة أنّ هذا الوضوء أیضا لیس إلا الوضوء المعهود فی الشریعة، فیترتب علیه أثره الوضعی من أنّه لو صادف الحدث الأصغر رفعه مع وجود الشرائط و فقد الموانع.

اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى الجزء : 2 صفحة : 285

صيغة PDF

شهادة

الفهرست