أما
الغایات للوضوء الواجب، فیجب للصلاة الواجبة، أداء أو قضاء عن النفس أو عن
الغیر، و لأجزائها المنسیة، بل و سجدتی السهو علی الأحوط {9}. و یجب أیضا
للطواف الواجب و هو ما کان جزءا للحج _____________________________ إِنَّ اللّٰهَ یُحِبُّ التَّوّٰابِینَ وَ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ [1] کما ذکرنا فی التفسیر [2]. و
عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله: «یا أنس أکثر من الطهور یزد اللّٰه فی
عمرک، و إن استطعت أن تکون باللیل و النهار علی طهارة فافعل، فإنّک تکون
إذا متّ علی طهارة شهیدا» [3]. و عنه صلّی اللّٰه علیه و آله: «یقول اللّٰه تعالی: من أحدث و لم یتوضأ فقد جفانی» [4]. و
تقدم أنّ الوضوء الجامع للشرائط سبب تولیدیّ للطهارة، و لا فرق فی
التولیدیات بین إضافة الطلب إلی السبب أو إلی المسبّب، فلا فرق بین أن
یقال: القه فی النار، أو یقال أحرقه بها، و قد ورد الأمر بهما معا فی الکتاب و السنة. قال
اللّٰه تعالی فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ وَ أَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرٰافِقِ
[5]. و قد ورد الأمر بنفس الطهارة من حیث هی فی السنة بما لا یحصی، کقولهم
علیهم السّلام «لا صلاة إلا بطهور»، و لا فرق فی حصول الطهارة بین قصد
السبب فقط، أو المسبب کذلک، أو هما معا، بل الظاهر حصولها لو قصد السبب و
قصد عدم حصول المسبب، ما لم یرجع إلی الإخلال بقصد القربة، لأنّ قصد عدم
حصول المسبب فی التولیدیات لغو باطل، و یکفی قصد السبب فقط، إلا إذا رجع
قصد عدم حصول المسبب إلی عدم قصده أیضا، أو أوجب الإخلال بالقربة. {9} أما الأول فبالضرورة، و نصوص کثیرة فی أبواب متفرقة و منها: قوله [1] البقرة الآیة: 222. [2] راجع مواهب الرحمن فی تفسیر القرآن المجلد الرابع سورة البقرة الآیة: 224. [3] الوسائل باب: 11 من أبواب الوضوء حدیث: 3. [4] الوسائل باب: 11 من أبواب الوضوء حدیث 2. [5] المائدة الآیة: 6.