فی
تحقق أمره، کالوضوء للکون علی الطهارة {6}. أو لیس له غایة کالوضوء الواجب
بالنذر {7}، و الوضوء المستحب نفسا إن قلنا به کما لا یبعد {8}. _____________________________ من الأخبار الواردة. و مجموعها أقسام ثلاثة: (الأول): ما یشتمل علی الوضوء، کقول أبی عبد اللّٰه علیه السلام: «الوضوء قبل الطعام و بعده یزیدان فی الرزق» [1]. (الثانی) ما یشتمل علی الغسل، کقوله علیه السلام أیضا: «اغسلوا أیدیکم قبل الطعام و بعده فإنّه ینفی الفقر و یزید فی العمر» [2]. (الثالث): خبر جعفر بن محمد العلوی الموسویّ عن هشام: «قال لی الصادق علیه السلام: و الوضوء هنا غسل الیدین قبل الطعام و بعده» [3]. و
المتأمل فی مجموع هذه الأخبار یطمئنّ بأنّه لیس المراد بالوضوء فی هذه
الأخبار الوضوء الاصطلاحی، بل مطلق غسل الید، و تقتضیه مناسبة الحکم و
الموضوع أیضا. {6} لأنّ الوضوء المستجمع للشرائط سبب تولیدیّ لحصول
الطهارة و لذا تعلق الأمر فی الأدلة تارة: بالوضوء. و اخری: بالطهارة، کما
هو شأن الأسباب التولیدیة. و فی المقام لا فرق بین أن یقال: إنّ الوضوء
ینقسم إلی هذه الأقسام، أو یقال: الطهارة الحاصلة منه تنقسم إلیها. {7}
الوضوء الواجب بالنذر أیضا له غایة، و لو کانت الکون علی الطهارة، و الظاهر
أنّ مراده من عدم الغایة سائر الغایات الخارجیة، لا ذات الکون علی
الطهارة، فإنّها الغایة الذاتیة التولیدیة، کما مرّ. {8} کون الطهارة الحدثیة مطلوبة للشارع نفسا مما لا ریب فیه، و عن العلامة الطباطبائی دعوی الإجماع علیه، و یدل علیه قوله تعالی: [1] الوسائل باب: 49 من أبواب آداب المائدة حدیث: 2. [2] الوسائل باب: 49 من أبواب آداب المائدة حدیث: 10. [3] الوسائل باب: 49 من أبواب آداب المائدة حدیث: 16.