(مسألة 2): فی الاستنجاء بالمسحات إذا بقیت الرطوبة فی المحلّ یشکل الحکم بالطهارة {29}، فلیس حالها حال الأجزاء الصغار. _____________________________ العود.
قال: أما العظم و الروث فطعام الجنّ و ذلک مما اشترطوا علی رسول اللّه
صلّی اللّه علیه و آله. فقال: لا یصلح بشیء من ذلک» [1]. و فی النبوی: «نهی أن یستنجی الرجل بالروث و الرمة» [2] أی العظم البالی. و العمدة ظهور التسالم علی الحرمة، و إلا فالأخبار قاصرة سندا و دلالة عن إثباتها. {28}
لأنّ المتفاهم عرفا من مثل هذه النواهی الحکم التکلیفی دون الوضعی، مع أنّ
عمدة الدلیل هو الإجماع، و المتیقن منه الحرمة التکلیفیة، لاختلافهم فی
الحکم الوضعیّ. و العرف أصدق شاهد، فإنّه إذا قیل لا تستنج بمندیلی فإنّی
أمسح به وجهی، أو لا تستنج بثوبی فإنّی ألبسه، لا یتوهم منه عدم قلع نجاسة
المحلّ به لو استنجی، و الأخبار- علی فرض الاعتبار سندا و دلالة- لا تدل
علی أزید من ذلک، فإطلاق قوله علیه السلام: «ینقی ما ثمة» [3] هو المعوّل
بعد تحقق النقاء وجدانا. نعم، لو ثبت أنّ الشارع حکم بعدم النقاء نتعبّد
به، و لکنّه لا وجه له، و کذا الاستنجاء بالمغصوب فإنّه حرام مع ظهور
التسالم علی حصول الطهارة به. {29} للرطوبة مراتب مختلفة، و لم یبینوا
أنّ بقاء أیّ مرتبة منها یوجب الإشکال فی الطهارة، و حیث إنّ الدلیل علی
عدم الطهارة مع بقاء الرطوبة دعوی الإجماع عن الشیخ الأنصاری رحمه اللّه،
فالمتیقن منه ما إذا کانت الرطوبة کاشفة عن بقاء العین فی الجملة. و أما مع
عدم ذلک، فالمرجع إطلاق ما دل علی حصول الطهر بالنقاء، مع أنّ بقاء بعض
مراتب الرطوبة غالبیّ.
[1] الوسائل باب: 35 من أبواب أحکام الخلوة حدیث 1 و 5. [2] الوسائل باب: 35 من أبواب أحکام الخلوة حدیث 1 و 5. [3] الوسائل باب: 13 من أبواب أحکام الخلوة حدیث: 1.