إذا
أمکنه الإزالة. و أما مع عدم قدرته مطلقا أو فی ذلک الوقت فلا إشکال فی
صحة صلاته {26}. و لا فرق فی الإشکال فی الصورة الأولی بین أن یصلّی فی ذلک
المسجد أو فی مسجد آخر {27}. و إذا اشتغل غیره بالإزالة لا مانع من
مبادرته إلی الصلاة قبل تحقق الإزالة {28}. _____________________________ من أنّ الأمر بالشیء لا یقتضی النّهی عن ضده، لا بالمطابقة، و لا التضمن، و لا بنحو آخر، و قد حققنا ذلک فی کتاب أصولنا [1]. فیکون
المقتضی لصحة الصلاة موجودا- و هو فعلیة الأمر بها- بناء علی الترتب الذی
أثبتنا إمکانه و وقوعه فی العرفیات- و المانع عنها مفقودا، فتصح لا محالة. و
علی فرض عدم إمکان الترتب، تصح الصلاة بالملاک و قد حققنا جمیع ذلک فی
کتاب أصولنا [2] بما لا مزید علیه، فراجع. إن قلت: بناء علی عدم إمکان الترتب و سقوط الأمر للمزاحمة، لا وجه لبقاء الملاک أیضا. قلت:
لا ملازمة بین سقوط الأمر و سقوط الملاک، لأنّ سقوط الأمر- علی القول به-
إنّما هو لأجل المزاحمة، و لا تزاحم فی مرتبة الملاک حتّی یسقط. {26} لانحصار الأمر بالصلاة حینئذ، و لا أمر بالإزالة، لعدم القدرة. {27}
لأنّ المانع تحقق التضاد بین الصلاة و الإزالة، فعلی القول بأنّ الأمر
بالشیء یقتضی النهی عن ضده، تکون الصلاة منهیا عنها فتبطل، سواء أتی بها
فی ذلک المسجد، أم فی محلّ آخر، مسجدا کان أو غیره. {28} لسقوط الفوریة
بقیام الغیر بها، فالمقتضی لصحة الصلاة موجود و المانع عنها مفقود، فتصح
قهرا. نعم، لو احتاج إلی معاون و ترک المعاونة و صلّی، یکون مثل ما تقدم،
لوجوب المعاونة فورا، کوجوب أصل الإزالة کذلک. [1] تهذیب الأصول المجلد الأول صفحة: 214 ط: 2 بیروت. [2] تهذیب الأصول المجلد الأول صفحة: 220 ط: 2 بیروت.