responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 1  صفحة : 446

.....
_____________________________
حیثیة و جهة، و لم یکن اختلاف أثری بینهما أصلا. و أما مع الاختلاف- و لو فی الجملة- فلا ریب فی تحقق الاقتضاء.
الثانی: تقدم فی أول کتاب الطهارة: أنّ الطهارة و النجاسة أمران اعتباریان لهما مراتب متفاوتة- شدة و ضعفا- و لا ریب فی اختلاف المرتبة مع اختلاف الأثر، کالوضوء و الغسل، أو الدم و البول، نجاسة و تطهیرا- مثلا- و أما مع عدم الاختلاف، بل الاتحاد من کلّ جهة، فالظاهر تحقق الاشتداد فی الطهارة الحدثیة، لقولهم علیهم السلام: «الوضوء علی الوضوء نور علی نور» [1].
و فی بعض الأخبار: «الطهر علی الطهر عشر حسنات» [2].
و أما الطهارة الخبیثة و النجاسة فهل یتحقق الاشتداد فیهما أو لا؟ کما إذا غسل الثوب المتنجس فی الکرّ مرات، فهل یحصل الاشتداد فی الطهارة؟ و کما إذا صب قطرة بول علی قطرة أخری منه، فهل یحصل الاشتداد فی النجاسة؟
وجهان: لا یبعد الأولی. و لکن لا أثر لهذا الاشتداد شرعا، کما أنّ النجاسات حقائق متباینة، أو أنّها مراتب حقیقة واحدة، إذ مع اختلاف الأثر شرعا لا بد من ترتب الأثر فی التطهیر. و إلا فلا تحصل الطهارة، سواء کانت حقائق مختلفة، أم مراتب حقیقة واحدة. و مع عدمه تحصل الطهارة بمطلق التطهیر- کانت حقائق مختلفة أو مراتب حقیقة واحدة- فلا ثمرة لهذا النزاع أصلا.
الثالث: یأتی فی مطهریة الانقلاب: أنّ الخمر إذا تنجس بنجاسة خارجیة لا یطهر بالانقلاب. و ربما یتوهم التنافی بینه و بین المقام من قولهم: «المتنجس لا یتنجس». و لکن الظاهر أنّه لا تنافی، لاختلاف الأثر، لأنّ قولهم فی المقام إنّما هو فیما إذا لم یکن فی البین اختلاف الأثر، حدوثا و بقاء أصلا. و ما یأتی فی الخمر فی مورد اختلاف الأثر، لأنّ النجاسة الخمریة تزول بالانقلاب، بخلاف غیرها المتوقف تطهیرها علی مطهّر خاص. و تقدم بقاء الاقتضاء فی مورد اختلاف الأثر، فمسألة عروض نجاسة أخری علی الخمر داخلة فی ما یأتی من قوله:
«لکن لو اختلف حکمهما».

[1] الوسائل باب: 8 من أبواب الوضوء حدیث: 8.
[2] الوسائل باب: 8 من أبواب الوضوء حدیث: 3.
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 1  صفحة : 446
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست