[ (مسألة 3): إذا وقع بعر الفأر فی الدهن أو الدبس الجامدین]
(مسألة 3): إذا وقع بعر الفأر فی الدهن أو الدبس الجامدین یکفی إلقاؤه و
إلقاء ما حوله، و لا یجب الاجتناب عن البقیة {14} و کذا إذا مشی الکلب علی
الطین، فإنّه لا یحکم بنجاسة غیر موضع رجله، إلا إذا کان وحلا. و المناط
فی الجمود و المیعان {15} أنّه لو أخذ منه شیء فإن بقی مکانه خالیا. حین
الأخذ- و إن امتلأ بعد ذلک- فهو جامد، _____________________________ {14} لما تقدم من اختصاص النجاسة فی الجامد بموضع الملاقاة فقط. {15}
هما من المفاهیم المبینة العرفیة، و لیسا من الأمور التعبدیة- حتّی یرجع
فیها إلی الأدلة الشرعیة- و لا من الموضوعات المستنبطة حتّی یتبع فیهما نظر
الفقیه، و لهما مراتب متفاوتة. فکلّ ما کان قابلا لنقل النجاسة و سرایتها
بحسب المتعارف، فهو مائع. و ما لم یکن کذلک یکون جامدا، و مع الشک، فالمرجع
أصالة الطهارة و قاعدتها. و ما ورد من الأخبار لیس إلا إرشادا إلی
المرتکزات العرفیة، کقول أبی جعفر علیه السلام: «إذا وقعت الفأرة فی السمن
فماتت فیه، فإن کان جامدا فألقها و ما یلیها و کل ما بقی، و إن کان ذائبا
فلا تأکله، و استصبح به، و الزیت مثل ذلک» [1]. و قول أبی عبد اللّه
علیه السلام فی الفأرة و الدابة الواقعة تقع فی الطعام و الشراب فتموت فیه.
قال علیه السلام: «إن کان سمنا أو عسلا أو زیتا فإنّه ربما یکون بعض هذا،
فإن کان الشتاء فانزع ما حوله و کله، و إن کان الصیف فارفعه حتّی تسرج به، و
إن کان بردا فاطرح الذی کان علیه، و لا تترک طعامک من أجل دابة ماتت علیه»
[2]. و لا یستفاد منهما شیء زائد علی الإنظار المتعارفة. و کذا کلمات الفقهاء لا بد و أن تنزل علیها أیضا.
[1] الوسائل باب: 4 من أبواب الماء المضاف حدیث: 1. [2] الوسائل باب: 43 من أبواب الأطعمة المحرمة حدیث: 3.