responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 1  صفحة : 227

.....
_____________________________
و فیه أولا: أنّها موافقة للعامة، فلا بد من طرحها.
و ثانیا: أنّها معارضة بما مر من الصحاح [1] الدالة علی الطهارة، فلا وجه للاستناد إلیها مع قطع النظر عنها.
و ثالثا: أنّ النزح أعم من النجاسة، و یمکن أن یکون لأجل دفع القذارة، و تنفر الطبع، کما أنّ الطهارة قد تستعمل فی ذلک أیضا، فقد ورد أنّ «النورة طهور» [2]، و أنّ «السواک مطهرة» [3].
و رابعا: أنّ الاختلاف الکثیر فی مقادیر النزح، أمارة الاستحباب علی ما هو سیرة الأصحاب فی غیر باب.
و خامسا: بقصور الدلالة فیما استدلوا به علی النجاسة، فراجع المطولات، فإنّ فیها کفایة عن تعرضنا. و المظنون أنّه حیث کان أهم المیاه فی الحجاز، ماء البئر فی الأزمنة القدیمة و اشتهر انفعالها عند العامة، و أئمة الدین علیهم السلام رأوا أنّهم لو أطلقوا القول بالطهارة فیها، مع استعمال شیعتهم ماءها، و اجتناب العامة عنها، لکان موجبا للتفرقة بینهم زائدا علی التفرقة المذهبیة، فبینوا لهم ما یظهر منه الانفعال مع موافقة الانفعال للاستقذار الحاصل للنفس، و لعدم تجنب العامة عن شیعتهم، و قد جری جمع من الفقهاء علی ذلک أیضا، جزاهم اللّه خیرا.
ثمَّ إنّه لا یخفی أنّ وجوب نزح المقادیر المقررة شرطیّ لا نفسیّ، سواء قیل بوجوبه أم استحبابه، فیکون إرشادا إلی رفع الاستقذار مطلقا و حیث إنّه قد استقر المذهب علی الطهارة مع قلة الابتلاء بماء البئر فی هذه الأعصار، یکون تطویل البحث بأکثر من ذلک من صرف الوقت فیما لا ینبغی.
{3} کما هو شأن جمیع المیاه المعتصمة، و یدل علیه صحیح ابن بزیع المشتمل علی قوله علیه السلام: «لأنّ له مادة» [4].

[1] تقدم فی صفحة: 224- 225.
[2] الوسائل باب: 32 من أبواب آداب الحمام حدیث: 6.
[3] الوسائل باب: 1 من أبواب السواک حدیث: 11 و غیره.
[4] تقدم فی صفحة: 225.
اسم الکتاب : مهذب الاحکام فی بیان حلال و الحرام المؤلف : السبزواري، السيد عبد الأعلى    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست