اسم الکتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 42
وأباح من حظ الذكران
والإناث ما أزاح به عِلَّة المبطلين
، وأزال التظني والشبهات في الغابرين ، كلا ( بَلْ سَوَّلَتْ
لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ ).
فقال أبو بكر : صدق الله ورسوله ، وصدقت
ابنته ، أنتِ معدن الحكمة ، وموطن الهدى والرحمة ، وركن الدين وعين الحجة ،
لا أبعد صوابك ، ولا أنكر خطابك ، هؤلاء المسلمون بيني وبينك ، قلدوني ما
تقلدت ، وباتفاق منهم أخذتُ ، ما أخذتُ غير مكابر ولا مستبد ولا مستأثر ،
وهم بذلك شهود.
فالتفتت فاطمة عليها السلام إلى النّاس
وقالت : معاشر الناس المسرعة إلى قيِل الباطل ، المُغضية على الفعل القبيح الخاسر ( أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )
، كلا بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم ، فأخذ بسمعكم وأبصاركم ،
ولبئس ما تأولتم ، وساء ما به أشرتم ، وشر ما منه اعتضتم ، لتجدن ـ والله ـ
مَحمِلهُ ثقيلاً ، وغِبّهُ وبيلاً ، إذا كشف لكم الغطاء ، وبان ما وراءه
الضراء (وبدالكم
من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون)
و ( خَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ ). [١]
النموذج الرابع :
تشكيك الصدّيق !! في توريث الصدّيقة
واعتبار ما تقوله دعوى تحتاج إلى دليل ، مع علمه بأنّها المعنية في آية
التطهير ، الصريحة بابتعادها عن الرجس والخيانة والكذب ، وهي التي قال عنها
الصادق الأمين ـ الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ـ : إن الله
ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ، ومعنى كلامه أنّ فاطمة معصومة عن الخطأ
والهوى ، إذ لا يعقل أن يتعلق رضا الله تعالى
[١] الاحتجاج ١ : ١٤١ ـ
١٤٤ ، وعنه في البحار ٢٩ : ٢٣٢ ـ ٢٣٣.
اسم الکتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 42