اسم الکتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 43
وغضبه برضى وغضب شخص
غير معصوم.
فالرسول الأمين لم يقل : إن فاطمة تغضب
لغضب الله وترضى لرضاه ، بل قال صلىاللهعليهوآله
: إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ، وفي هذا معنى عظيم يدركه الواعي
البصير ؛ إذ أنّ الإنسان الذي يريد الوصول إلى كمال العبادة والمعرفة
يسعى ويجدّ كي يكسب رضا الله تعالى ، لكن الأمر يختلف هنا حيث أنّ رضا الله
سبحانه وغضبه يدور مدار رضا وغضب الصدّيقة الزهراء ، وهنا يقف الفكر حائرا
، ولا يمكن لأحد الوصول إلى كنه هذا الكلام إلا الكُمَّل.
والآن لننظر كيف تعامل أبو بكر معها :
عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
، قال : لما بويع
أبو بكر ، واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار ، بعث إلى فدك مَن
أخرج وكيل فاطمة عليها السلام بنت رسول الله منها ، فجاءت فاطمة الزهراء صلىاللهعليهوآله إلى أبيبكر ثم قالت : لِمَ تمنعني ميراثي من أبي رسول الله ؟ وأخرجت وكيلي من فدك ، وقد جعلها لي رسول الله صلىاللهعليهوآله
بأمر من الله تعالى ؟ فقال : هاتي على ذلك بشهود. فجاءت بأم أيمن ، فقالت
له أم أيمن : لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتجَّ عليك بما قال رسول
الله : أنشدك بالله ألست تعلم أن رسول الله قال : « أم أيمن امرأة من أهل
الجنة » ؟ فقال
: بلى ، قالت : فأشهد أن الله عزوجل أوحى إلى رسول الله : (
وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ )
، فجعل فدكاً لها طعمة بأمر الله ، فجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك.
فكتب أبو بكر : لها كتاباً ودفعه إليها
، فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب ؟ فقال : إنّ فاطمة ادّعت في فدك وشهدت
لها أم أيمن وعلي ( عليه السلام ) ، فكتبته لها ، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة
، فتفل فيه ومزّقَه. فخرجت فاطمة عليها السلام تبكي ، فلما كان بعد ذلك
جاء علي عليه السلام إلى أبي بكر وهو في
اسم الکتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 43