responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 41

المنتجبون ، على الخير أدلّتنا ، وإلى الجنة مسالكنا ، وأنتِ يا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء صادقة في قولك ، سابقة في وفور عقلك ، غير مردودة عن حقك ، ولا مصدودة عن صدقك ، ووالله ، ما عدوتُ رأي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ... إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا داراً ولا عقاراً ، وإنما نورث الكتاب والحكمة ، والعلم والنبوة ، وما كان لنا من طعمة فلوليّ الأمر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه ». [١]

وقد جعلنا ما حاوَلْتِه في الكراع والسلاح يقاتل به المسلمون ، ويجاهدون الكفار ، ويجالدون المردة الفجار ، وذلك بإجماع من المسلمين لم أتفرد به وحدي ، ولم أستبد بما كان الرأي فيه عندي. وهذه حالي ومالي ، هي لك وبين يديك ، لا تزوى عنك ، ولا تدخر دونك ، وأنت سيدة أمّة أبيك ، والشجرة الطيبة لبنيك ، لا يدفع ما لك من فضلك ، ولا يوضع من فرعك وأصلك ؛ حكمك نافذ فيما ملكت يداي ، فهل ترين أن أخالف في ذلك أباك صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

فقالت عليها السلام :

سبحان الله ! ما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن كتاب الله صادفا ، ولا لأحكامه مخالفا ، بل كان يتبع أثره ، ويقفو سُورَهُ ، أفتجمعون إلى الغدر اعْتِلالاً عليه بالزور ، وهذا بعد وفاته شبيه بما بغي له من الغوائل في حياته. هذا كتاب الله حكماً عدلاً ، وناطقاً فصلاً ، يقول : ( يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) ، ويقول : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ) ، وبيّن عزوجل فيما وزع من الأقساط ، وشرَّع من الفرائض والميراث ،


[١] نقول : ونحن حتّى لو سلّمنا قول أبي بكر أنّ النبي قال : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ، وما كان لنا من طعمة فلولي الأمر بعدي ... ، فنحن حتّى لو سلّمنا ذلك فالنصوص المتواترة أعلنت أنّ عليّاً هو وليّ الأمر لا أبو بكر ولا غيره ، وحديث الغدير والثقلين والمنزلة وعشرات غيرها أدلّة ناصعة على ذلك.

اسم الکتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست